مقال

ضعف اليابان كونها لم تواكب التطور العسكري

جريدة الاضواء

ضعف اليابان كونها لم تواكب التطور العسكري
بقلم / يوسف المقوسي

تتدهور البيئة الأمنية المحيطة باليابان أكثر من أي وقت مضى، فقد زادت الصين من أنشطتها العسكرية في بحر الصين الشرقي والمنطقة في السنوات الأخيرة، أهمّها كانت الأسبوع الماضي في بحر اليابان (بحر الشرق)، حيث إنطلقت للمرّة الأولى تدريبات مشتركة صينية – روسية تهدف إلى «حماية الأمن في الممرات المائية الاستراتيجية»، وتضمّ قوات بحرية وجويّة من كلا الجيشين، مؤلفة من 16 سفينة حربية وما لا يقل عن 73 مقاتلة جويّة.

تهديد الأمن في بحر اليابان يأتي من كوريا الشمالية أيضاً، التي تختبر صواريخها الباليستية البعيدة المدى بوتيرة عالية، وأحدثها عملية إطلاق صاروخ «هواسونغ 18» العابر للقارات الأسبوع الماضي الذي يمكنه حمل رؤوس نووية، معتبرةً أنّ تجربة الإطلاق هي عملية أساسية تهدف إلى زيادة تطوير القوة النووية الاستراتيجية للجمهورية، وهي في الوقت نفسه، تحذير عملي قوي للخصوم وأهمهم الولايات المتحدة.

للغزو الروسي لأوكرانيا إرتباط وثيق بالتصعيد في بحر اليابان، فإنّ إنضمام طوكيو إلى الولايات المتحدة في فرض عقوبات على روسيا، أثار غضب الأخيرة، فلم يعد هناك من مانع سياسي للتصعيد الروسي. ومن جهة أخرى، فإن الاهتمام الأميركي الكبير بتقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، وما ترتب عليه من استنفاد بعض مخزونات الدول الغربية من الأسلحة، بالإضافة إلى حاجتهم إلى سنوات لإنتاج بعض الأسلحة من جديد، أثار هواجس طوكيو من إمكانية استغلال الصين لذلك وضمّ تايوان عسكرياً، وهو ما يُعزز النفوذ الصيني في جنوب شرق آسيا. وقد تأكّدت هذه الهواجس بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي إلى تايوان مطلع آب الماضي، وما شهدته المنطقة من مناورات عسكرية صينية، اذ أصبحت 6 مناورات حتى اليوم.

كانت اليابان هدف سهل للصين وحلفائها وما زالت، حيث أنّ القدرة الدفاعية للجيش الياباني لم تواكب التطوّر العسكري للجيوش المجاورة التي تسارعت وتيرة التطور التكنولوجي فيها، بالتزامن مع تخلّف اليابان عن ذلك، خصوصاً مع اتجاه روسيا والصين إلى تطوير صواريخ فرط صوتية، فضلاً عن مزاعم كوريا الشمالية بالنجاح في تطوير صواريخ مماثلة، وهي الصواريخ التي يصعب اكتشافها من قبل نظم الدفاع الجوي الحالية، وهو ما كان سبباً في تعميق شعور اليابان بالانكشاف، ما أدّى إلى رفع صوت المسؤولين اليابانيين لإعلان تعزيز التحالف مع واشنطن لزيادة التقديمات العسكرية.

وعلى الرغم من رغبة اليابانيين بالحياد وتعزيز قدرتهم على الردع دفاعيّاً، إلّا أنّ سلوك الصين يمكن أن يؤدي إلى صراع كبير بين واشنطن وبكين حول تايوان، وهو صراع من المحتمل أن تنجرّ إليه اليابان، نظراً لقربها من تايوان، وحقيقة أنها تضم قاعدة عسكرية أميركية كبيرة في أوكيناوا يُمكن أن تُصبح هدفاً للهجمات الصينية. تنازل دستور اليابان، الذي كتبته الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، عن أي استخدام للقوّة لتسوية النزاعات، لكن قانوناً أُقرّ في عام 2015، منح اليابان صلاحية الردّ عسكريّاً إذا ما تعرّض حليف قريب للهجوم في الجوار مثل تايوان، وكانت نجاتها على المحكّ، فقد صادقت الحكومة اليابانية في 16 كانون الأول 2022 على 3 وثائق دفاعية مهمة، الأولى هي استراتيجية الأمن القومي والتي تُحدّد الخطوط العامة للسياسة الدفاعية لطوكيو على مدار العقد المقبل. والثانية، استراتيجية الدفاع الوطني التي تُحدّد الأهداف الدفاعية وتضع وسائل تحقيقها.
أمّا الثالثة، فهي برنامج البناء الدفاعي الذي أقرّ زيادة كبيرة في الإنفاق العسكري السنوي، من 1 في المئة إلى 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، حيث ستُنفق طوكيو نحو 320 مليار دولار على مدى 5 سنوات، وستصل ميزانية الدفاع السنوية إلى ما يقرب من 80 إلى 90 مليار دولار بحلول عام 2027. كما تستهدف اليابان شراء 16 مقاتلة أميركية من طراز «أف 16»،وتطوير المقاتلة النفاثة F…X .
بالاشتراك مع بريطانيا وإيطاليا، وزيادة مدى صاروخ «كروز» المحلّي إلى نحو 1500 كلم، وتطوير بدائل يُمكن إطلاقها من الجو والبحر والغواصات. وأعلنت أيضاً أنها ستحصل على 500 صاروخ «كروز» الأرضي من طراز «توماهوك» من الولايات المتحدة، الذي يصل مداه إلى 1600 كلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى