القصة والأدب

الدكروري يكتب عن وصية رسول الله لمصرنا الحبيبة

الدكروري يكتب عن وصية رسول الله لمصرنا الحبيبة

الدكروري يكتب عن وصية رسول الله لمصرنا الحبيبة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم سمحا لينا بشوشا عطوفا، ومن ذلك هو سماحته وتسامحه مع أهل الكتاب، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعود مرضى أهل الكتاب، ويتصدق عليهم، بل كان له جيران من أهل الكتاب يتعاهدهم ببره، ويهديهم الهدايا، ويتقبل هداياهم، وإن من أبرز صور سماحته وتسامحه صلى الله عليه وسلم أنه قبل الجاريةَ هدية من المقوقس عظيم القبط، فتزوجها وولدت له إبراهيم، وحفظ لأهل مصر الأقباط هذا النسب الذي ارتبط به معهم فعن أبي ذر الغفارى رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما” وفى رواية أخرى قال صلى الله عليه وسلم.

 

” إنكم ستفتحون مصر، وهى أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما” أو قال صلى الله عليه وسلم ” ذمة وصهرا” وفي حديث كعب بن مالك رضي الله عنه مرفوعا، قال صلى الله عليه وسلم ” إذا فتحتم مصر، فاستوصوا بالقبط خيرا، فإن لهم ذمة ورحما” وقال الزهري فالرّحم أن أم نبى الله إسماعيل منهم، وقال العلماء القيراط هو جزء من أجزاء الدينار والدرهم وغيرهما، وكان أهل مصر يكثرون من استعماله والتكلم به، وأما الذمة فهي الحُرمة والحق، وهي هنا بمعنى الذمام، وأما الرّحم فلكون هاجر أم إسماعيل منهم، وأما الصهر، فلكون مارية أم إبراهيم منهم، وقال ابن عبد البر رحمه الله “وكانت مارية القبطية قد أهداها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

المقوقس صاحب الإسكندرية ومصر، هي وأختها سيرين، فوهب رسول الله سيرين لحسان بن ثابت الشاعر، فولدت له عبد الله بن حسان، وروى أن أعرابيا جاء إلي النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه شيئا فأعطاه، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أأحسنت إليك؟ قال الأعرابي لا ولا أجملت، فغضب المسلمون وقاموا إليه، فأشار إليهم النبي صلى الله عليه وسلم أن كفوا، ثم قام ودخل منزله وأرسل إليه وزاده شيئا، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أأحسنت إليك؟ فقال نعم، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” إنك قلت وفي نفس أصحابي من ذلك شيء، فإن أحببت فقل بين أيديهم مما قلت بين يدي حتى يذهب ما في صدرهم عليك ” قال نعم ” وقد شهد بسماحة النبي صلى الله عليه وسلم.

 

وتسامحه مع أهل الكتاب كثير من المستشرقين، فها هو “جوستاف لوبون” يقول إن مُسامحة محمد صلى الله عليه وسلم لليهود والنصارى كانت عظيمة إلى الغاية، وإنه لم يقل بمثلها مؤسسو الأديان التي ظهرت قبله كاليهودية والنصرانية على وجه الخصوص، وسار خلفاؤه على سنته، وقد اعترف بذلك التسامح بعض علماء أوروبا المرتابون أو المؤمنون القليلون الذين أمعنوا النظر في تاريخ العرب”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى