خواطر وأشعار

الدكروري يكتب عن معايير إختيار الزوجة

الدكروري يكتب عن معايير إختيار الزوجة

الدكروري يكتب عن معايير إختيار الزوجة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت كتب الفقه الإسلامي أن عقد الزوجية في الإسلام أكبر من النزوات العاطفية، وأعظم من ضغط الميل الحيواني المسعور، ولا يليق أن تعصف به الأمزجة الطارئة، فيتخلى الزوج عن زوجته لمجرد خلق كرهه منها، أو ناحية من نواحي الجمال افتقدها فيها، فعساه أن يجد أخلاقا أخرى يرضاها، ولن يعدم نوعا من الجمال يتوفر فيها، وإلى هذا يرشد النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو ينهى عن استدامة البغض الكلي للمرأة ويقول “لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خُلقا رضي منها آخر” والمعنى هو أنه لا يبغضها بغضا كليا يحمله على فراقها، بل يغفر سيئتها لحسنتها، ويتغاضى عما يكره لما يحب، وإذا كان هذا منطق الشرع، فمنطق العقل يقول إن الواقع يشهد بالعواقب الحميدة.

 

لأسر تجاوزت الخلافات في بداية حياتها، وتغلبت على المكاره والمصاعب أول نشأتها، ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا، وإن من معايير اختيار الزوجة أيضا هو الجمال وحسن المظهر وهو أمر فطر الله النفوس على الرغبة فيه، وهي رغبة شريفة لا يلام عليها الإنسان وجاءت أصول الشرع مؤيدة لها، فالله جميل يحب الجمال، ولم تشرع رؤية الرجل لمخطوبته إلا والتأكد من الجمال من أهم مقاصدها، وقال النبي صلى الله عليه وسلم، لرجل تزوج امرأة من الأنصار “هل نظرت إليها، فإن في عيون الأنصار شيئا” رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم “خير النساء التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها وماله”.

 

وهناك حديث ضعيف روى عن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يقول فيه ” إياكم وخضراء الدمن، قالوا وما خضراء الدمن؟ يا رسول الله، قال المرأة الحسناء في المنبت السوء ” رواه الدار قطنى، وهذا الخبر ليس له سند ثابت، وهو معدود عند أئمة الحديث من الأحاديث المنكرة، ومعنى هذا الحديث الضعيف جدا، ومعنى كلمة الدمن جمع دمنة وهى المزبلة‏، وخضراء الدمن هى ما تدمنه الإبل والغنم من أبوالها وأبعارها، لأنه ربما نبت فيها النبات الحسن فيكون منظره حسنًا أنيقا ومنبته فاسدا، وقد جاء هذا مفسرا، ومعنى ذلك أن الريح تجمع الدّمن وهي البعر، في المكان من الأرض، ثم يركبه الساقي فينبت ذلك المكان نبتا ناعما غضا فيروق بحسنه وغضارته، فتجيء الإبل إلى الموضع.

 

وقد أعيت فربما أكلته الإبل فتمرض، فيقول لا تنكحوا المرأة لجمالها وهي خبيثة الأصل لأن عرق السوء لا ينجب معه الولد، ولكن عند التفكير فى هذا الحديث الضعيف فنجد إن بعض زوجات النبى صلى الله عليه وسلم وزوجات بعض أصحابه رضى الله عنهم كان آباؤهن كفارا، والكفر هو أسوأ منبت، فكيف إذا كان الأهل مسلمين، ولكنهم أصحاب معاصى وذنوب؟ وإن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يُبين لنا أن الزواج نعمة عظيمة حقيق بأن تشكر، وأن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال ” فيلقى العبد ربه، فيقول الله ألم أكرمك وأسودك وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول بلى يا رب، فيقول أفظننت أنك ملاقيّ؟ فيقول لا فيقال “إني أنساك كما نسيتني” رواه مسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى