مقال

طاعة الله تعالي وترك نواهيه

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن طاعة الله تعالي وترك نواهيه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله فاللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد صلي الله عليه وسلم، فاتقوا الله حق تقواه أيها الناس، فمن اتقاه خشيه وسلك طريق رضاه، نال مغفرته ورضوانه عز وجل، ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يأخذ بنواصينا بالبر والتقوى، فيا أيها الإخوة المسلمون ما أشد حاجتنا إلى إحياء معاني الخوف من الله في نفوسنا حتى تستقيم حياتنا، وتصح أوضاعنا، فإن عاقبة الخوف من الله في الدنيا الفوز بجنة الله، والأمن من وعيده يوم التناد، وأما أمن الله في الدنيا فليس وراءه إلا الخسران والخذلان، وفي الحديث القدسي يقول الله عز وجل “لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين، فإن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة، وإن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة”

ويقول شيخ الإسلام ابن كثير ” وقال بعض العلماء كل ما أحل الله تعالى، فهو طيب نافع فى البدن والدين، وكل ما حرمه، فهو خبيث ضار في البدن والدين” فالحرام لا يأتى بخير، وإن كان له بريق، والتحسين إنما يكون بالشرع، لا بالعقل المحض، الذي زين لبعض الناس شرب الخمر، فاستحلوا ما حرم الله، فهل وصل الأمر ببعضنا إلى أن يستوى عنده الحلال والحرام، فلا يميز بينهما؟ فيقول النبى صلى الله عليه وسلم “ليأتين على الناس زمان، لا يبالي المرء بما أخذ المال، أمن حلال أم من حرام” رواه البخارى، وإن الجسد الذى ينبت من الحرام، تنتظره النار يوم القيامة، فيقول النبى صلى الله عليه وسلم “إنه لا يربو لحم نبت من سحت، إلا كانت النار أولى به” رواه الترمذي.

ويقول صلى الله عليه وسلم “إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة” رواه البخاري، ولقد بين الله سبحانه وتعالى أنه خلق الجن والإنس ليعبدوه، فقال عز وجل ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” والمعنى هو إلا ليخلصوا لي العبادة ويفردوني بها ويطيعوا أمري وينتهوا عن نهيي، فهذه هي العبادة، طاعة أوامره سبحانه وترك نواهيه عن إخلاص له سبحانه وعن إيمان به وبرسله وعن رغبة ورهبة وعن تصديق لأخباره وأخبار رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، وعن وقوف عند حدوده، وقد أمرهم بذلك فقال تعالى فى سورة البقرة ” يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم والذين من قلبكم لعلكم تتقون” وهذا يعم الذكور والإناث، والجن والإنس، والعرب والعجم.

وقال عز وجل فى سورة النساء ” واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا” وعلمهم في سورة فاتحة الكتاب وهي “الحمد” أن يسألوا الله الهداية لصراطه المستقيم، وهو دينه الذي جاء به نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الإسلام والإيمان والهدى والتقوى والصلاح، وهذا كله ثناء على الله سبحانه وتعالى، وتوجيه للعباد إلى أن يعترفوا بأنه المعبود بالحق، وأنه المستعان في جميع الأمور سبحانه وتعالى، وإن الصراط المستقيم هو دينه، وهو الإسلام والإيمان والعلم النافع والعمل الصالح، وهو طريق المنعم عليهم من أهل العلم والعمل، وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن تبعهم بإحسان ومن سبقهم من الرسل وأتباعهم، فهذا هو الصراط المستقيم، صراط من أنعم الله عليهم، وهم الذين عرفوا الحق وعملوا به، فهذا الصراط المستقيم صراط هؤلاء، وهم الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى