مقال

ثورة 30 يونيو تؤلم الأعداء

 
بقلم د/ شيرين العدوي
لم يتوقع أحد ممن حاك ثورات الربيع العربي أن مصر ستسقط مخطط الدولة العميقة العالمية التي تدير العالم في الخفاء. لقد عدلت مصر من كفة الميزان في 30 يونيو وأحبطت مخطط الغرب بصعود تيار الإخوان المتشدد لسدة الحكم، كان المخطط تقسيم مصر إلى عدة دويلات صغرى واحدة في الشرق على حدود فلسطين، والأخرى في الغرب على حدود ليبيا، والثالثة في الجنوب على حدود السودان؛ والوسطى ما تبقى من تلك الدويلات مع تقوية تيار الشيعة أمام السنة، وإيقاع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، وتقييد وضع المرأة كما في إيران، وإيقاف حركة الفن والثقافة بدعوى الحرام والحلال، وقد شاهدنا هذا في نهاية حكم الإخوان، وما حدث في دار الأوبرا المصرية شاهد على ذلك.
وقد هب الشعب المصري، ومن كان يسمى بحزب الكنبة، مع المثقفين من كل مكان ينادون بالتغيير ويشاركون في حركة تمرد التي تأسست في 26 أبريل عام 2013 والتي بلغ عدد المشاركين فيها من عامة الشعب 22 مليون توقيع بسحب الثقة من الرئيس مرسي وحكم الإخوان. كل هذه المراجعات حتى لا ننسى ما حدث على أرض الواقع. وقد وقف الشعب إلا جماعة الإخوان والمستفيدين من حكمهم على قلب رجل واحد حتى تم التغيير. جاء الرئيس السيسي منقذا لمصر من براثن انهيار حقيقي كان سيحل بالمنطقة.
فماذا فعل الرئيس السيسي حتى يُهاجم بهذه الشراسة من أعداء مصر في الداخل والخارج؟! وبدلا من أن ينشغل المحللون السياسيون كاستيفن كوك وغيره بشؤونهم الداخلية يتطاولون على مصر، ويخرج علينا كوك في مجلة فورن أفريز بمقال يهاجم فيه الرئيس السيسي مقللا من شأن مصر وتأثيرها في منطقة الشرق الأوسط. فلو كانت مصرغير ذات شأن كما يدعي فما الذي جعله يتجشم عناء النظر إليها وتحليل إنجازاتها؟!
لقد أعلن الرئيس السيسي أننا أمام حرب حقيقية من أول يوم تولى فيه المسئولية، وطالب الشعب المصري بالتفويض فيما سيفعل، وقد وقف شعبه وراءه غير آبه بنباح الغرب في الداخل والخارج. وأخذ الرئيس يسابق الزمن في تأمين حدود مصر، وتطهير سيناء، ثم اتجه لبناء مصر فسحبوا رؤوس الأموال ليعرقلوا طريقه؛ فاستعان بالجيش ونجح، ثم بدأ بتوسيع شبكة الطرق القومية بزيادة 7000 كم، وإضافة 200 نفق لتسهيل التجارة والنقل. قدم مشاريع الإسكان الاقتصادي التي استفادت منه 1.5 مليون أسرة فقيرة.
أصبحت مصر واحدة من أعلى خمس دول في العالم في تدفق الاستثمار الأجنبي خلال الأشهر السبعة الماضية بسبب العلمين والعاصمة الإدارية. انخفض معدل البطالة بنسبة ا% خلال العامين الماضيين، أنقذ 800.000 مصري من براثن فيرس الكبد الوبائي.أعاد تشغيل مشروع توشكى. توسع في مشروع قناة السويس الجديدة. التفت للمرأة والأقليات وجعلهما شريكا أساسيا في الحكم. أعاد العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم المعادية وغير المعادية حتى أشاد به أعداؤه كتركيا وأثيوبيا وأمريكا وزاره بايدن. واستقبله الرئيس بوتن بكل تقدير. لقد سلح جيش مصر ذاتيا ،إن ما يقلق الغرب ليس ضعف مصر، وإنما قوة مصر وصمودها رغم كل التحديات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى