دين ودنيا

الدكروري يكتب عن العلم في المساجد المشرفة المباركة

الدكروري يكتب عن العلم في المساجد المشرفة المباركة

الدكروري يكتب عن العلم في المساجد المشرفة المباركة

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم، سيد العادلين والمتقين، أما بعد فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، فيا أيها المسلمون كرّم الله تعالي بني آدم وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا، واجتبى تعالي منهم من خصه بالنبوة والرسالة، واصطفى عز وجل من أولئك أفضلهم نبينا ورسولنا وحبيبنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم فاختاره الله لهذه الأمة لهدايتها إلى دين الله تعالي القويم وصراطه المستقيم، فكانت حياته عليه الصلاة والسلام عبادة وشكرا، ودعوة وحلما، وابتلاء وصبرا، ما من خير إلا دلّ الأمة عليه، وما من شرّ إلا حذرها عنه، فمكث ثلاثة عشرة سنة في مكة يدعو للإسلام، وعشر سنين في المدينة يعلم الدين ويجاهد في سبيل الله عز وجل.

 

 

فينبغي علينا أن نكمل الرسالة وأن نؤدي الأمانة فنحن مأمورون بالدعوه إلي الله عز وجل، من أعلي المنابر والمنصات الإعلامية والمقالات التربوية، وأما عن الحرمين الشريفين فلا تسأل عن ضخامة إنتاجهما، ونوعية خريجيهما من القوة في العلم والجودة في الأسلوب، والتحقيق، وسعة الأفق، ووفرة الاطلاع ممن بثوا في العالم، فنشروا ما تعلموه، ونقلوه لأفراد المجتمعات ضبطا وإتقانا، وحفظا وتبحرا، ونية خالصة، وحبا لبث العلم في شتى ضروبه للمتعطشين له والمقبلين عليه، وامتدت تلك المراكز التعليمية إلى شتى المساجد الإسلامية فدرس الحديث وعلومه، ونبغ فيها من نبغ من محدثين، وشراح حديث، ومصطلحيين، وجهابذة فطاحل في كل فروع السنة، خرجوا الأحاديث ونقوها.

 

وبينوا صحيحها من سقيمها في المتون والأسانيد، وشرحوا الغريب وأعربوا العويص، وأثروا المكتبة الإسلامية بصنوف المؤلفات كالصحاح والسنن والمسانيد، وطبقات المحدثين، وكتب الغريب وغيرها، ثم دروس الفقه وأصوله وقواعده وتاريخ التشريع التي أخذت حيزا كبيرا من المساجد تدريسا، وحفظ متون، ومناقشات مفيدة، وإفتاء وتأليفا حتى اتسعت دائرة هذه المواد، وتشعبت فروعها، وكثر روادها، ودرست على أرقى مستوى، فبرز فيها من برز، وتفوق فيها من تفوق، وجادت مراكزها بأعلام الفقهاء، ونوابغ الأصوليين، وشيوخ القواعد، وعلماء التشريع الذين ألفوا ودرسوا وأوجدوا نتاجا علميا وفيرا غصت به المكتبات، وخرجوا أجيالا مؤمنة متعلمة تدعو إلى الخير وتصد عن الشر.

 

ولا ننسى اللغة العربية وعلومها فقد درس النحو والصرف، وفقه اللغة، والبلاغة، وغيرها من علوم اللغة في فناءات المساجد المشرفة المباركة، وبرز فيها علماء متخصصون بذلوا جهودهم في إفادة أفراد المجتمع تلقينا، وحفظا، واستشهادا، وشعرا، وإعرابا، واستشفاف ما في الكلام العربي من محاسن بديعية وبيانية، فيا أيها المسلمون، فنبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد أدى أمانةَ الرسالة ونصح لأمته، وقال ” مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو يذبهن عنها، وأنا آخذ بحُجزكم عن النار، وأنتم تفلَّتون من يدي” رواه مسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى