مقال

أجل صور الوفا

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أجل صور الوفا

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم، أما بعد فإن كثير من الناس يعتقد أن الشهادة تقتصر على الموت في محاربة الكفار فقط ، ولكن شهداء أمة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، كثيرون، ففي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” الشهداء خمسة، المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد فى سبيل الله ” والمبطون كما يقول النووي رحمه الله هو صاحب داء البطنن وقيل هو الذي يموت بداء بطنه مطلقا، وقوله المرأة تموت بجمع شهيد، أي تموت وفي بطنها ولد، لأنها ماتت مع شيء مجموع فيها غير منفصل وهو الحمل، هذا وإن خصال الشهادة أكثر من هذه السبع، فقال الحافظ ابن حجر ط وقد اجتمع لنا من الطرق الجيدة أكثر من عشرين خصلة”

 

وذكر منهم اللديغ، والشريق، والذي يفترسه السبع، والخار عن دابته، والمائد في البحر الذي يصيبه القيء، ومن تردى من رؤوس الجبال، وقال النووي وإنما كانت هذه الموتات شهادة يتفضل الله تعالى بسبب شدتها وكثرة ألمها، وقال ابن التين هذه كلها ميتات فيها شدة تفضل الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، بأن جعلها تمحيصا لذنوبهم وزيادة في أجورهم يبلغهم بها مراتب الشهداء، ويدخل في ذلك الدفاع عن الأهل والمال والوطن، وإن من أجل صور الوفاء للدين هو الثبات على تعاليمه والتمسك بأهدافه والبذل في سبيله، والتضحية من أجله، فهذا هو نبى الله إبراهيم عليه السلام توقد له النار العظيمة ويلقى فيها فلا يزحزحه ذلك عن دينه، وهذا خير الورى صلوات ربي وسلامه عليه يوم أن ظن عمه أبو طالب.

 

أنه قد اضطرب في أمره وضعف عن نصرته فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما تريده منه قريش، فقال صلى الله عليه وسلم تلك الكلمات التي ملؤها الوفاء لهذا الدين “يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه ما تركته” وهذا بلال رضي الله عنه يوضع على رمال مكة الحارة في عز الصيف، وتوضع الصخرة العظيمة على صدره ويعذب على أن يتزحزح عن هذا الدين فيرفض ويظل وفيا لهذا الدين، وهذا خباب بن الأرت يوقد له الفحم المستعر ثم يلقوه عليه ويضع رجل منهم قدمه على صدره لتثبيته فما يطفئ ذلك الجمر إلا ما خرج من دهن جلده فلا يتزحزح ويظل وفيا لهذا الدين، وهذه سمية أم عمار امرأة تظل وفية لدينها حتى ماتت تحت التعذيب.

 

وقد جعل الله الوفاء بالعهد أول صفات العقلاء، فقال تعالى فى سورة الرعد ” أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق” ولقد حذر الله سبحانه من التفريط بعهده فقال تعالى فى سورة النحل”ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون” بل جعل الله سبحانه وتعالى الوفاء أخص خصائص الفئة المؤمنة، حيث قال تعالى في معرض وصفهم ” والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون” ومن جوانب الوفاء وأنواعه هو الوفاء بالعقود والعهود، فالإسلام يأمر ويوصي باحترام العقود وتنفيذ الشروط التي تم الاتفاق عليها، وقد قال صلى الله عليه وسلم “المسلمون عند شروطهم” رواه البخاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى