مقال

فساد الذمم والأخلاق

جريدة الاضواء

فساد الذمم والأخلاق

بقلم/السيد شحاتة

يمر العالم اليوم بأزمة أخلاقية شملت كل مظاهر الحياة وأدت إلي إنحدار أخلاقي وقيمي

لقد أصبح الإنسان سجين غريزته باحثا عن اللذة والمتعة بأية وسيلة وبدون توقف فأصبحت النزعة العدوانية هي السائدة داخل المجتمعات فغلبت الإنتهازية علي طباع البشر وطغت المصلحة الخاصة علي المصلحة المجتمعية

وبالنظر الي المجتمعات العربية والإسلامية بصفة خاصة للاسف في هذا الزمان سادت فيها فساد القلوب والأعمال وأصبح جمع الأموال أو الوصول لمنصب مباحا دون النظر إلى حياة الآخرين أو سلامتهم من الأذي الذي قد يلحق بهم

أصبحنا نتناول كل شيء لم تعد للأمانة والإخلاص مكانا لدينا أو وجودا في حياتنا الا مارحم ربي

هكذا فسدت الذمم والأخلاق من أناس تنصلوا من أخلاقهم ومبادئهم التي تربوا عليها وتعلموها من دينهم ولايعلمون أن من ورائهم رقيب عليهم لاتخفي عليه خافته

إن هؤلاء المفسدون سنحت لهم الفرصة لتنفيذ أعمالهم الشيطانية في ظل غياب الرقابة والعقاب ومن قبل هذا الوازع الديني

إن الفساد ليس ماديا فقط مما قد يظن البعض ولكنه فساد في الذمم والأخلاق وإفساد للذوق العام للمجتمع

فأصبح آفة مجتمعية تتفشي وتنتشر وإن لم يقضي عليها ستؤدي بالمجتمع الي زوال مالم يكن هناك مساءلة وشفافية وسيادة للقانون والعدالة المجردة وتطبيقها على الجميع كبارهم قبل صغارهم

فلننظر قليلا لحجم الفساد بكافة أنواعه حفلات مجون وملابس عارية ورقص خليع وقد يكون كل ذلك بمباركة رسمية

محاربة كل ماهو مفيد وقتل مابقي للناس من قيم ونشر الرذيلة بحجة الحريات

عدم القدرة على إتخاذ القرارات يعتبر فساد بل المحسوبية في تقييم الناس وتقديم الغير مستحق علي المستحق نوع من أنواع الفساد

محاربة كل صاحب حق أو كل صاحب فكرة تعود بالنفع علي المجتمع يعتبر فساد

إن أعداء أمتنا قد وجدوا السبيل لانهيار المجتمعات والأوطان عن طريق تدمير القيم والأخلاق بل وتخريب الضمائر وتشوية كل ماهو جميل ونشر الفوضى والإنحلال الأخلاقي وإفساد الذوق العام

حيث وجدوا الأرض الخصبة لذلك ولابد وأن نعلم أن هناك علاقة وثيقة بين إنتشار الفساد وتدهور الأخلاق

ولا نخفي سرا أنه للاسف أصبح سلوك الفاسدين مقبولا ومبررا فإذا كانت هذه هي السمة الغالبة فماذا ننتظر من باقي أفراد المجتمع فالكبار يتكلمون يوميا عن الشفافية والنزاهة كأنهم بعيدون كل البعد عن ذلك وأن الشعب هو المفسد والفاسد
فإلي متي سنبقي هكذا ومن المسؤول؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى