خواطر وأشعار

علاج طول الامل

جريدة الاضواء

علاج طول الامل
محمود سعيد برغش
وسبيله أن يقيس نفسه بغيره، ويعلم أنه لابد وأن تحمل جنازته ويدفن في قبره، ولعل اللبن الذي يغطي به لحده قد ضرب وفرغ منه وهو لايدري فتسويفه جهل محض وإذا عرفت أن سببه الجهل وحب الدنيا فعلاجه دفع سببه أما الجهل فيدفع بالفكر الصافي والحكمه البالغه
وأما حب الدنيا، فالعلاج في إخراجه من القلب شديد العضال ابذي أعيا الاولين، والاخرين وعلاجه، ولا علاج له إلا الايمان باليوم الآخر وبما فيه من عظيم العقاب وجزيل الثواب، ومهما حصل له اليقين بذلك أرتحل يمحو عن القلب حب الحقير فإذا رأي حقارة الدنيا ونفاسة الاخره استنكف أن يلتفت الي الدنيا كلها، وإن أعطي ملك الأرض من المشرق إلي المغرب، وكيف وليس عنده من الدنيا إلا قدر يسير نكدر منغص، فكيف يفرح بها أو يترسخ في القلب حبها مع الايمان بالاخره فنسال الله تعالى أن يرينا الدنيا كما أراها الصالحين من عباده
ولا علاج في تقدير الموت في القلب مثل النظر إلي من مات من الأقران والاشكال وأنهموكيف جاءهم الموت في وقت ولم يحتسبوا أما مت كان مستعدا فقد فاز عظيما، وإما من كان مغرورا وبطول الأمل فقد خسر خسرانا مبينا فلينظر الأنسان كل ساعة في أطرافه وأعضائه، وليتدبر أنها كيف تأكلها الديدان لا محالة وكبف تتفتت عظامها وليتفكر إن الدود يبدأبحدقته اليمني اولا او اليسري فما علب بدنه شئ إلا وهو طعمه الدود وماله من نفسه إلا العلم والعمل الخالص لوجه الله تعالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى