مقال

الدكروري يكتب عن الإرتباط العاطفي بالوطن

الدكروري يكتب عن الإرتباط العاطفي بالوطن

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم، الذي كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يمازح العجوز، فقد سألته امرأة عجوز قالت يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ” يا أُم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز، فولت تبكي، فقال صلى الله عليه وسلم أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول ” إنا أنشأناهن إنشاء، فجعلناهن أبكارا، عربا أترابا ” رواه الترمذي، وكان صلى الله عليه وسلم معظم ضحكه التبسم، بل كله التبسم، فكان نهاية ضحكه أن تبدو نواجذه، وقد انتهج النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في دعوته ولطيف أسلوبه للناس كلهم حتى شملت الكافرين ، فكان من سبب ذلك أن أسلم ودخل في دين الله تعالى.

الدكروري يكتب عن الإرتباط العاطفي بالوط


أفواج من الناس بالمعاملة الحسنة والأسلوب الأمثل وكان يتمثل في ذلك صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل ” ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن” وكما كان من هدية صلى الله عليه وسلم هو التعاون بين الناس، حيث قال عليه الصلاة والسلام ” من استطاع منكم أن ينفع اخاه فلينفعه ” فعن ابن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته ” رواه النسائي والحاكم، وكما كان من نصيحتة صلي الله عليه وسلم لنفسه ولأخوته، حيث قال تعالى ” ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما”

الدكروري يكتب عن الإرتباط العاطفي بالوطن

وقال تعالى ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا” فأكمل المؤمنين إيمانا بالنبي صلى الله عليه وسلم وأعظمهم اتباعا، له وأسعدهم بالاجتماع معه صلى الله عليه وسلم المتخلقون بأخلاقه المتمسكون بسنته وهديه، حيث قال صلى الله عليه وسلم ” أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه” وقال صلى الله عليه وسلم ” إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا” وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إن من خياركم أحسنكم خلقا” ولقد كانت الصحابة المهاجرين رضوان الله عليهم أجمعين كانوا يحاولون تخفيف حدة شوقهم وإطفاء لظى حنينهم إلى وطنهم بالأبيات الرقيقة المرققة، التي تذكرهم بمعالم وطنهم من الوديان والموارد.

والجبال والوهاد والنجاد، وإن تراب الوطن الذي نعيش عليه له الفضل علينا في جميع مجالات حياتنا الاقتصادية والصناعية والزراعية والتجارية، بل إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان يستخدم تراب وطنه في الرقية والعلاج، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الرقية ” باسم الله، تربة أرضنا وريقة بعضنا يشفى سقمنا بإذن ربنا ” رواه البخارى ومسلم، وإن الشفاء في شم المحبوب، وإن من ألوان الدواء هو لقاء المحب محبوبه أو أثرا من آثاره، ألم يُشف يعقوب ويعود إليه بصره عندما ألقَوا عليه قميص يوسف؟ فقد قال الجاحظ ” كانت العرب إذا غزت وسافرت حملت معها من تربة بلدها رملا وعفرا تستنشقه عند نزلة أو زكام أو صداع ”

وهكذا يظهر لنا بجلاء فضيلة وأهمية حب الوطن والانتماء والحنين إليه في الإسلام، فالوطن هو مكان الإنسان ومحله، وهو عبارة عن المكان الذي يرتبط به الشعب ارتباطا تاريخيا طويلا، وهو المنطقة التي تولدت فيها الهوية الوطنية للشعب، والوطن الأصلي هو مولد الشخص والبلد الذي هو فيه، وأما عن وطن الإقامة فهو موضع ينوي أن يستقر فيه خمسة عشر يوما أو أكثر من غير أن يتخذه مسكنا، والوطن هو المكان الذي ولد فيه الشخص أو عاش فيه ويكن له إرتباط عاطفي خاص به إذ يشعر بالإنتماء إليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى