مقال

فوائد إفشاء السلام في الإسلام

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن فوائد إفشاء السلام في الإسلام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الرحيم الرحمن، خلق الإنسان، علمه البيان، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، رفع منزلة أهل العلم والإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه في الأميين يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما مزيدا، الذي ناداه ربه عز وجل قائلا ” ورفعنا لك ذكرك ” أي يا محمد لا أُذكر إلا تذكر معي، يقرن ذكرك بذكري في الأذان والصلاة والخطب والمواعظ، فهل تريد شرفا فوق هذا؟ يذكرك كل مصلي وكل مسبّح وكل حاج وكل خطيب، فهل تطلب مجدا أعلى من هذا؟ فأنت مذكور في التوراة والإنجيل، منوّه باسمك في الصحف الأولى والدواوين السابقة.

اسمك يشاد به في النوادي، ويُتلى في الحواضر والبوادي، ويُمدح في المحافل، ويُكرر في المجامع، أي رفعنا لك ذكرك فسار في الأرض مسير الشمس، وعبر القارات عبور الريح، وسافر في الدنيا سفر الضوء، فكل مدينة تدري بك، وكل بلد يسمع بك، وكل قرية تسأل عنك، فرفعنا لك ذكرك فصرت حديث الركب وقصة السمر، وخبر المجالس، وقضية القضايا، والنبأ العظيم في الحياة، ورفعنا لك ذكرك فما نُسي مع الأيام، وما مُحي مع الأعوام، وما شُطب مع قائمة الخلود، وما نُسخ من ديوان التاريخ، وما أغفل من دفتر الوجود، فقد نُسي الناس إلا أنت، وسقطت الأسماء إلا اسمك، وأغفل العظماء إلا ذاتك، فمن ارتفع ذكره من العباد عندنا فبسبب اتّباعك، ومن حُفظ اسمه فبسبب الاقتداء بك، وذهبت آثار الدول وبقيت آثارك.

ومُحيت مآثر السلاطين وبقيت مآثرك، وزالت أمجاد الملوك وخلّد مجدك، فليس في البشر أشرح منك صدرا، ولا أرفع منك ذكرا، ولا أعظم منك قدرا، ولا أحسن منك أثرا، ولا أجمل منك سيرا، فإذا تشهّد متشهد ذكرك معنا، وإذا تهجّد متهجد سمّاك معنا، وإذا خطب خطيب نوّه بك معنا، فاحمد ربك لأننا رفعنا لك ذكرك، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد فإن من فوائد إفشاء السلام هو حصول المحبة بين المتسالمين، وكان ذلك لما فيه من ائتلاف الكلمة لتعم المصلحة بوقوع المعاونة على إقامة شرائع الدين، وإخزاء الكافرين، وهي كلمة إذا سمعت، أخلصت القلب الواعي لها عن النفور إلى الإقبال على قائلها، فإفشاء السلام من أسباب المودة بين المسلمين، فقال القاضي عياض والألفة إحدى فرائض الدين.

وأركان الشريعة، ونظام شمل الإسلام، وعن أبي أمامة، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن أولى الناس بالله مَن بدأهم بالسلام” رواه أبو داود، وعن أبي هريرة رضى الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إذا لقي أحدكم أخاه، فليُسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه، فليُسلم عليه أيضا” رواه أبو داود، وقال النووي إذا سلم عليك إنسان ثم لقيته عن قرب، يُسنّ لك أن تسلم عليه ثانيا وثالثا وأكثر، وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال كنت رديف أبي بكر، فيمر على القوم فيقول السلام عليكم، فيقولون السلام عليكم ورحمة الله، ويقول السلام عليكم ورحمة الله، فيقولون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال أبو بكر، فضلنا الناس اليوم بزيادة كثيرة” رواه البخاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى