مقال

صفات أحباء الله عز وجل

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن صفات أحباء الله عز وجل
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، والصلاة والسلام على منصفات أحباء الله عز وجل بعثه ربه هاديا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، الذي من محاسن صفاته ومحاسن آداب صلى الله عليه وسلم، هو أنه لا تجد في سلسلة آبائه إلا كراما فليس فيهم مسترذل بل كلهم سادة قادة، وكذلك أمهات آبائه من أرفع قبائلهن وكل اجتماع بين آبائه وأمهاته كان شرعيا بحسب الأصول العربية ولم ينل نسبه شيء من سفاح الجاهلية بل طهره الله من ذلك.

فروى الإمام مسلم عن واثلة بن الأسقع قال سمعت رسول الله عليه و سلم يقول “أن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم” فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد فإن من الصفات التي يتميز بها أحباء الله صفات أربع ذكرها الله تعالى في قوله تعالي كما جاء في سورة المائدة ” يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة علي المؤمنين أعزة علي الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم” وفي هذه الآية شهادة عظيمة من الله تعالى لهؤلاء الذين جمعوا هذه الصفات الأربع.

وهي شهادة بأن الله يحبهم وبأنهم يحبون الله، وإن من علامة صدق العبد في محبته لله أن يُقدم ما يحبه الله على ما تحبه نفسه، ويميل إليه هواه وطبعه من المال والقرابة والمساكن وغيرها، ولهذا آثر السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ما يحبه الله على ما يحبونه، فقدموا أنفسهم وأموالهم في سبيل الله وكانت النتيجة أن وصفهم الله بالصادقين، وإن النخوة هي الحماسة والمُروءة، وقيل هي العظمة والتكبر، فكم هي جميلة لغتنا العربية، وكم من كلمة يتداولها ملايين البشر من العرب عبر أصقاع الوطن العربي بشكل متكرر دون محاولة منهم لتفسيرها فهم يفهمون ما يقصدون، ولكن إذا أردنا التعريف الدقيق للكلمة، فهذا يزيدنا متعة بلغتنا العربية التي تحتوي كل أسرار الروعة والإبداع.

وقال ابن عطية بأن استعمال السؤال بالخطب إنما هو في مصاب، أو مضطهد، أو مَن يشفق عليه، أو يأتي بمنكر من الأمر، فكأنه بالجملة في شر فأخبرتاه بخبرهما، وقال الحجازي ” فثار موسى، وتحركت فيه عوامل الشهامة والرجولة، وسقى لهما، وأدلى بدلوه بين دلاء الرجال حتى شربت ماشيتهما” وقال السعدي بأن ذكر سبحانه ما يقوي قلوب المؤمنين، فذكر شيئين الأول أن ما يصيبكم من الألم والتعب والجراح ونحو ذلك فإنه يصيب أعداءكم، فليس من المروءة الإنسانية والشهامة الإسلامية أن تكونوا أضعف منهم، وأنتم وإياهم قد تساويتم فيما يوجب ذلك لأن العادة الجارية لا يضعف إلا من توالت عليه الآلام، وانتصر عليه الأعداء على الدوام، لا مَن يُدال مرة، ويُدال عليه أخرى”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى