مقال

الصبر في حياة المسلم

جريده الأضواء

الدكروري يكتب عن الصبر في حياة المسلم
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله مصرف الأمور، ومقدر المقدور، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وهو الغفور الشكور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنفع يوم النشور، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالهدى والنور، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، فازوا بشرف الصحبة وفضل القربى ومضاعفة الأجور، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الآصال والبكور، الذي كان من تواضعه صلى الله عليه وسلم يسلم مع الأطفال أنه كان يمازحهم ويداعبهم ، ويقضي حاجة الفقير وذا الحاجة بعيدا عن الكبر والأنفة والشدة والغلظة بل كان رفيقا رقيقا، متواضعاً لله ولعباده، فأين دول الكفر عن تواضعه صلى الله عليه وسلم للمسلم والكافر، وهي تقتل الناس معصومي الدماء، وتنتهك الأعراض وتعتدي على المقدرات.

ولا ترضخ لقوانين الأمم المتحدة ولا لمجلس الأمن الدولي وتدعي الديمقراطية والتحررية وهي أبعد ما تكون عن ذلك ثم تأتي عبر صحفها بتزوير الوثائق وقلب الحقائق وتشويه صورة النبي صلى الله عليه وسلم وتصويره على أنه إرهابي، ويدعو إلى قتل الأبرياء وتعذيب السجناء وهو صلى الله عليه وسلم قد نهى عن الانتقام ممن أساء إليه وعفى عنهم وصفح ورحم وتجاوز، فأفيقوا أيها الناس، أيها البشر، في كل بقعة من بقاع العالم فقد جاءكم النذير عن صدق محمد السراج المنير صلى الله عليه وسلم فما عليكم إلا أن تقرءوا سيرته العطرة لتعرفوا حقيقته البيضاء الناصعة فهو أرحم بالناس من أنفسهم فكم كانت رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالكفار، وتأسيه لموت إنسان وهو على الكفر، بل كان يدعوهم إلى الإسلام حتى وهم على فرش الموت لعله ينقذهم من النار.

فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه اجمعين وسلم تسليما كبيرا أما بعد فإن الصبر هو خلق يجب على المسلم أن يتصف به بحيث يمتنع عن فعل ما لا يحسن به وبذلك يكون قد أصلح نفسه ومنحها قوة وثباتا وهو من اعظم مقامات الإيمان لأنه يحمي العبد عن السلوكيات التي لا يرضاها الله عز وجل، فقد قال الله تعالى ” واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين” وكما أن العزة هي خلق بين خلقين أحدهما الكبر والآخر الذل فالنفس التي أضاعت طريقها عن خلق العزة فإنها تنحرف إما إلى الكبر وإما إلى الذل وخلق العزة هو المحمود بينهما، وهي من اعظم ما اتصف به رسول الله صلي الله عليه وسلم من اخلاق في مواقفه وكلماته فالعزه من عند الله يعز من يشاء ويذل من يشاء، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج من أطيب البلاد إليه.

ووقف على تل مرتفع، وقال “ما أطيبك من بلد، وأحبك إليّ ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك، والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت” فجبر الله بخاطره فأنزل عليه هذه الآية “إن الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد” وصدق الله تعالى وعده ودخل مكة، ووعده أنه سوف يعطيه حتى يرضى، فقال الله في سورة الضحى “ولسوف يعطيك ربك فترضى” فإن من يتسم بجبر الخواطر يدل على سلامة صدره وسمو نفسه، ورجاحة عقله، فكانت هذه من صفات النبي الكريم فقد كان صلى الله عليه وسلم رحيما بالخلق، يجبر خاطرهم، لا يعيب طعاما قط، ويعود المريض، ويسأل عن الغائب، وكان حريصا على كسب مشاعر والود والاحترام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى