عفواً أيها المجتمع إنه سِن النضوج والإبداع والجمال والإزدهار وتحقيق الآمال وليس سِن اليأس كما تطلقون عليه ..!! سِن اليأس أو الإياس: علِمت من خلال متابعتي وقرائتى وبحثى عن سِن اليأس أو الإياس علمياً وطبياً أن ما يُطلق عليه بسِن اليأس هو انقطاع دائم للخصوبة الإنجابية قبل نهاية العمر الطبيعى بقليل. وهذا المصطلح كان يستخدم في الأصل لوصف التغييرات التناسلية فى إناث البشر، حيث تكون نهاية الخصوبة تقليديا يدل عليها ذلك الانقطاع الدائم في الحيض، أو الطمث بين جيل 45-51 في المتوسط. هذا هو التفسير العلمى والطبى لسن اليأس أو الإياس.
ما أريد أن أوصله لحضراتكم إن ما يُطلق عليه سن اليأس هو عبارة عن إنقطاع الطمث والإنجاب. وليس الإنقطاع عن الحياة والإبداع. لذلك أنا أطلقت عليه سِن النضوج والإبداع بل وسِن الجمال والإنطلاق وتحقيق الآمال والأحلام المؤجلة. يقولون عن المرأة إنها ناقصة عقل ودين. ولم ولن يبحثوا عن معنى ما يقولونه حتى الآن للأسف. بعض الرجال للأسف يصفون المرأة بأنها ناقصة دين بمعنى إن إيمانها غير كامل والعياذُ بالله. ولا يعلمون إن معنى ناقصة دين هو الإنقطاع عن الصلاة والصيام وقت الحيض وفترة ما بعد الإنجاب ويُطلق عليها فى مجتمعنا العربى فترة ” النِفاس” .!!
كما يصفونها بأنها ناقصة عقل ويقصدون أنها “مجنونة” ولا يعلمون إن معنى ناقصة عقل هو إن المرأة معروف عنها إنها عاطفية لأقصى حد وتُفكر كثيراً بقلبها كما أنها بتمُر بفترة ما بعد الإنجاب وهذه الفترة لم أجد كلمات تُعبر وتصف الحالة الغريبة التى تشعر بها المرأة بعد الإنجاب وخصوصاً عندما تنظر لطفلها نظرة إندهاش بأن هذا المخلوق الصغير كان بداخلها ” داخل رحِمها” وتظل فى حالة إندهاش وإنبهار لفترة ليست بقصيرة. ولا ننسى حالة الإكتئاب ما بعد الإنجاب …!!
أيها الرجل إحترم المرأة فهى أمك وأختك وزوجتك وإبنتك وسندك، وهى مَن أنجبتك وربتَّك وتذكر أنك كنت طفل صغير لا حول لك ولا قوة وإن مَن تصِفها بأنها ناقصة عقل ودين هى نفسها التى إحتوتك فى حضنها وراعتك حتى أصبحت رجل،فكيف تصفها بـ ناقصة عقل ودين آلا تخجل ..!! قالت لى إحدى السيدات وهى من بلد أوروبية إن قديماً فى بلدها لو المرأة النِفاس قامت بجريمة قتل لم تُحاكم لإن فى فترة النفاس وهى الفترة ما بعد الإنجاب وتستمر 40 يوماً بتكون المرأة فى حالة عقلية غير متزنة وحالة نفسية غير مستقرة . وهذا ما يُطلق عليه “ناقصة عقل” والله أعلم بصِحة قَولها.
أنا عن نفسى كإمرأة أجد أن هذه التغَيُّرات التى تحدث للمرأة هى رحمة من رب العالمين. بمعنى اللُطف بالمرأة وخلاصها من آلام الطمث الذى يتبعه حالات الإكتئاب والخلاص من آلام الإنجاب التى لا توصف وأيضا يتبعها الإكتئاب وحالات نفسية من الصعب وصفها، فكيف تصِفون هذه الرحمة باليأس ..!!
لذلك أنا مُصِرَّه على إنه سِن النضوج والإبداع والجمال والإزدهار وتحقيق الآمال والأحلام المؤجلة. بمعنى إن كثيرات من السيدات لم يُكمِّلن تعليمهُن لسبب أو لآخر، ومن ضمن هذه الأسباب المسؤوليات الكبيرة والكثيرة التى تقع على عاتِقها والتى تفوق مسؤولية الرجل مع كل إحترامى وتقديرى للرجل. فيَجدن السيدات فرصة كبيرة فى هذه المرحلة أقصد سِن النضوج والإبداع أن يُحققن ما فاتهُن. أيضاً فرصة للترويح عن النفس بعد رحلة شقاء الإنجاب والتربية وغيرهُم من مشقات الحياة العديدة . كما أنهُن يجدونها فرصة كبيرة للإستمتاع بالحياة .
لذلك أنا أُطالب بعض الرجال بالكَف عن إهانة المرأة ووصفها بأنها ناقصة عقل ودين. كما يجب عليهم أن يُقَدِّروا الدور العظيم الذى تقوم به المرأة طِيلة حياتها. كما أتمنى من بعض الرجال أن يفهموا المرأة جيداً ويحترموها ولا يسخروا منها.
أيها العالم إنه سِن النضوج والإبداع والجمال والإزدهار والإستمتاع وتحقيق الآمال وتحقيق الأحلام وليس سِن اليأس أو الإياس..!!
أيتها المرأة لكِ منى كل الإحترام والتقدير وتأكدى أنكِ بلسم الحياة بل أنتِ بسمة جميلة تُزيِّن الحياة.
