مقال

طرق تجديد العقل

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن طرق تجديد العقل
بقلم / محمــــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، هذا الرجل العظيم محمد صلى الله عليه وسلم الذي نجح في حياته واستمر نجاحه بعد موته على يد أتباعه، فقد صنع الأبطال إنها مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم التي خرجت الأبطال والدعاة الذين جابوا الأرض شرقا وغربا لنشر دين الله ونوره وتبليغه إلى الناس، وإن أعظم موقف يدل على عظمة الرجال الذين صنعهم صلى الله عليه وسلم في حياته هو موقفهم عند موته، عندما قام أبو بكر الصديق غير متأثر بهذا الخبر فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما سمع بوفاته وخرج على المسلمين وقال ” أيها الناس من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ” ولذلك ليس غريب أن يضعه مايكل هارت في كتابه العظماء مائة في مقدمتهم.

فقال مايكل عن سبب اختياره لمحمد صلى الله عليه وسلم وكونه الأعظم فقال ” إن اختياري لمحمد ليقود قائمة أكثر أشخاص العالم تأثيرا في البشرية قد يدهش بعض القراء وقد يعترض عليه البعض، ولكنه كان “أي محمد صلى الله عليه وسلم” الرجل الوحيد في التاريخ الذي حقق نجاحا بارزا في كل من المستوى الديني والدنيوي، وقال عنه أحد المفكرين الغربيين أنه لو أعطى لمحمد صلى الله عليه وسلم زمام الأمور في هذا العالم المليء بالملابسات والمشكلات لقاد البشرية إلى بر الأمان، وكما قالوا كان محمد صلى الله عليه وسلم الرأفة والطيبة بعينيها والذين من حوله كانوا يشعرون بتأثيره ولم ينسوه أبدا، وقالوا عنه صلى الله عليه وسلم إنه رجل واحد في مقابل جميع الرجال، الذي استطاع بنصر الله له وبصدق عزيمته وبإخلاصه في دعوته.

أن يقف أمام الجميع ليدحض الباطل ويُظهر الحق حتى يحق الله الحق بكلماته ولو كره الكافرون، إن هذا الرجل العظيم الذي استطاع أن يقف أمام العالم أجمع وأمام جهالات قريش وكفرها العنيد وأمام الأصنام وعبادة الكواكب وكل ما يعبد من دون الله وقف يدعو إلى الله وحده لا شريك له ونبذ كل ما سواه، إنه بحق لجدير بكل تبجيل واحترام ليس فقط من أتباعه بل من كل من يفهموا العبقرية وخصائصها، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد فإن من طرق تجديد العقل الملاحظة أن نلاحظ للأسف الشديد نحن نقرأ وننظر ونسمع لكن لا نفكر فى الأشياء التى ننظر فيها والتى نسمعها والتى نقرأها، لا نستطيع أن نربط بين الأشياء يعنى لا نستطيع أن نقول.

لماذا فى العالم المتخلف التعليم متخلف مثلا ولماذا ما أسبابه ونلاحظ هذا هل هو من سوء أداء الأساتذة وهل هو من التجهيزات وهل هو من الأسرة، فنلاحظ ونربط بين الظواهر، فنربط بين الظواهر التى نراها ونفصل النتائج عن المقدمات ونربط بينها ربطا صحيحا من أجل تنمية عقولنا، فإن العقل لا يزدهر ولا يتألق ولا يتوهج إلا إذا اهتممنا به وإلا إذا اعتنينا به وإلا إذا أعطيناه حقه فأعطى للعقل حقه واطلب منه أيضا وستأخذ منه الكثير والكثير، فإن لأول مرة فى تاريخ البشرية يعيش الناس فى ظل حضارة واحدة فى الماضى، حيث كانت هناك حضارات إقليمية لكن اليوم هناك حضارة غالبة تعم العالم كله ولذلك ليس هناك اليوم صراع حضارى كما يقال، فإن هناك حضارة واحدة وهناك ثقافات متعددة.

نعم فهناك صراع ثقافى، وخصوصيات ثقافية ورؤى ثقافية خاصة ومن بين تلك الرؤى رؤيتنا نحن أى الثقافة الإسلامية، فهذه الحضارة لا شك أنها هى الحضارة الغربية ولأول مرة فى التاريخ أيضا يخيم على العالم نمط حضارى إلحادي لا يؤمن بالله تعالى ولا يقيم وزنا ويذكر لتعاليمه وحضارة تتحدث عن حقوق الإنسان ولكنها لا تتحدث بأى شيء عن حقوق الله تبارك وتعالى، فإن هذه الحضارة مشكلاتها كثيرة والمآخذ عليها كثيرة ومنافعها أيضا كثيرة والفرص التى تتيحها كثيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى