مقال

الأمن على النفس والمال والولد

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الأمن على النفس والمال والولد
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، لقد وصف الله تعالي نفسه بصفة الرحمة في آيات كثيرة في القرآن الكريم ووصف نبيه صلى الله عليه وسلم صفة الرحمة في جملة من الأحاديث، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي ” رواه البخاري ومسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.

“جعل الله الرحمة في مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا وأنزل في الأرض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه” رواه البخاري، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال ” قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة من السبي تبتغي إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟ قلنا لا والله وهي تقدر على أن تطرحه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لله أرحم بعباده من هذه بولدها” رواه مسلم، وإن الأمن في الأوطان مطلب الكثير من الناس، بل هو مطلب العالم بأسره، فحياة بلا أمن لا تساوي شيئا، وكيف يعيش المرء في حالة لا يأمن فيها على نفسه حتى من أقرب الناس إليه؟

فى خوف وذعر وهلع وترقب وانتظار للغد، لا يفكر الإنسان في شيء إلا في حاله اليوم فقط، فهو ليس عنده تفكير في مستقبل، وما كان ذلك إلا بسبب فقدان الأمن، وإن الناس في هذه الحياة لهم مآرب شتى، وأحوال متعددة، تختلف أديانهم وتوجهاتهم، وتختلف رغباتهم، إلا أن هناك أمورا هم جميعا مُجمعون على طلبها والبحث عنها، بل هي غاية كثير منهم، ويظهر هذا الأمر جليّا وواضحا في المطلب الذي يكابد من أجله شعوب، ويسعى لتحقيقه فئام كثيرون، إنه الأمن على النفس والمال والولد، وأن الإنسان في حال الفتنة والقلاقل يشغله الخوف عن عبادة ربه سبحانه وتعالى، وربما زاغ كثيرا عن الحق، ألم يخبر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عن أن المتمسك بدينه في آخر الزمان حين تكثر الفتن كالقابض على الجمر؟

وإن الله عز وجل، قد أنعم على الإنسان بالنعم، وإنها نعم كثيرة، وآلاؤه عظيمة، لو جلسنا نعددها ما استطعنا، لكن هنالك نعمة في غاية الأهمية والخطورة ربما لا نشعر بها، ولا نعيرها اهتمامنا كثيرا، إنها نعمة الأمن والأمان، فيجب علينا إدراك قيمة هذه النعمة، وأن نتذكرها، وأن نعرف كيف نحافظ عليها، وأن نحذر من أسباب زوالها، وخاصة وأن أعداءنا يحاولون جادين زعزعة استقرار بلادنا وأمننا، مستغلين في ذلك بعضا من أبناء هذا الوطن، بتلويث أفكارهم، وتحريضهم على ما يضرهم ولا ينفعهم، فيجب علينا أن نعرف قدر هذه النعمة جيدا، وأن نحافظ عليها بشتى أنواع الوسائل حتى نأمن في ديننا وديارنا، ولكن هنالك نعمة لا يستطيع فرد أو أسرة، أو بلد أو أمة أن تعيش بدونها، إنها نعمة لا يهنأ العيش بدونها، ولا يقر قرار عند فقدها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى