مقال

الشخصية القوية الجذابة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الشخصية القوية الجذابة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي شرح صدور المؤمنين فانقادوا لطاعته، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، فهو صلى الله عليه وسلم الذي كان في شبابه، يا لطهر الشباب فقيل أنه عندما حج أكثم بن صيفي وهو حكيم العرب ورأى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في سن الاحتلام، قال لعمه أبي طالب ما تظنون به ؟ قال نحسن به الظن، وإنه لوفيّ سخي، قال هل غير هذا ؟ قال نعم، إنه لذو شدة ولين، ومجلس ركين، وفضل متين، قال فهل غير هذا؟ قال إنا لنتيمن بمشهده، ونتعرف البركة فيما لمسه بيده، وأما رجولته فقد كانت ملء كل عين وأذن وقلب، ولقد كانت رجولته مقياسا لقومه فيقيسون بأخلاقه وتصرفاته كل رؤاهم عن الحق والخير والجمال.

فهاهم ذا على وشك أن يقتتلوا في من يضع الحجر الأسود في مكانه، وأخيرا ألهمهم الله تعالى إلى تحكيم أول من يقبل من باب الصفا، وما زالوا كذلك حتى أقبل محمد صلى الله عليه وسلم فما أن رأوه حتى قالوا هذا محمد الأمين، رضينا به حكما، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد فإن هناك بعض الجدل حول كيفية تفسير وتأطير عامل الانفتاح، ويمكنك أن تجعل شخصيتك قوية جذابة، وذلك عن طريق المصافحة، فعليك أن تصافح الأخريين بثبات وحزم غير مبالغ فيه، وابتعد عن المصافحة بأيدي رخوة فهي سمة من سمات غير الواثقين وكذلك ابتعد عن المصافحة بأيد قوية جدا فقد تشعر الآخرين بأنك إما أن تكون شخصا متغطرسا متسلطا، أو انك تخدعهم بقوة شخصيتك وتنقصك الثقة. 

وكذلك أيضا الثقة بالنفس فعليك أن تجعل نبرة صوتك تعبر عن الثقة حتى يصل إلى الناس قبل أفكارك فنبرة صوتك لها اثر كبير على مشاعر الآخرين وعليه يحدد من يسمعك هل أنت تتحدث بصوت ينم عن الشجاعة أو اليأس والشجن ولابد أن يكون كلامك واضحا بعيدا عن التردد كن ذا لباقة فإذا أردت حب الناس كن شغوفا بهم ولا تجعل لسانك يخونك قط فإن القدرة على الكلام مع اللباقة تزيد من قوة تأثيرك على الناس، وكذلك أيضا التحلي بالصبر، فاصبر على الآراء والأفكار التي تراها في قرارة نفسك غير متفقة معك فان من أسرار الشخصية الجذابة الإصغاء الواعي المشوب بالتقدير والعطف على آراء الآخرين وحاول أن تحاور، وتناقش بعقلانية وهدوء عندما يخالف رأيك احد ولكن احترم رأيه ولا تحاول قدر الإمكان أن تجرح شعوره. 

ولذلك يقول الله تعالى كما جاء في سورة الشوري ” ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور” أي أن الصبر والعفو والتسامح، هو من الأشياء التي تعطي قوة في العزيمة وهذا ما ينعكس على قوة الشخصية، فكن مرحا متفائلا فإن أكثر الناس يحب المرح المنضبط ، والتفاؤل المشرق، خاصة وقت الأزمات حيث أن الآخرين يشعرون بأنك الشخص المناسب وقت الشدائد فيعمدون إليك لتصبرهم وتوجههم اهتم بمظهرك، ولقد جاء في الأثر أن الشيطان إذا علم أن ابن آدم يحتضر، قال أدركوه، فإن لم تدركوه فاتَكم، فيحضر الشيطان أعوانه عند رأس ابن آدم، فلا يزالون يزيّنون له الباطل، وهو يغرغر بروحه، فيقول أحدهم مُت يهوديا، فإنه خير الأديان، وآخر يقول مُت نصرانيا، فإنه خير الأديان.

وإن لم يستطيعوا ذلك، ذكروه بمعاص كان يألَفها ولذا أثر عن بعض الذين كانوا يصرون على المعاصي أنهم ينطقون بها عند موتهم عياذا بالله، ومَن لم يثبّت في هذه الحال أزاغه الشيطان فقد جاء عن عدد من الناس أنهم ذكروا بمعاصي ألفوها وأقاموا عليها، فنطقوا بها، وذكر ابن القيم رحمه الله أن رجلا ممن كان يتعاطى الربا، ذكر بلا إله إلا الله عند موته، فرد الثلاثة عشر بأربعة عشر، منطق الربا الذي تعوّده، وذكر أحدهم أيضا بلا إله إلا الله كما ذكَر ابن القيم، فردد كلمات الغناء التي كان يألفها، نعوذ بالله من هذه الحال لأن المثبت هو من ينطق التوحيد، ويستقر بها قلبه كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله، دخل الجنة” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى