مقال

البهيمة ما بين الحلال والحرام

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن البهيمة ما بين الحلال والحرام
بقلم / محمــــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين 23 أكتوبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، فهو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند رب العالمين يمثل قمة الجنس البشري فلا بشر يدانيه ولا أحد يحاكيه وفي كتاب ربنا يقول الله تعالى في وصف أخلاق عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ” وإنك لعلي خلق عظيم ” فهذه أعظم شهادة لأعظم رسول بأن كل أخلاقه عظيمة وكل تصرفاته سديدة وكل أحكامه عادلة بل ويذكرنا المولى تبارك وتعالى بأن بعثته صلى الله عليه وسلم إنما هي منة ومنحة وعطية ونعمة من الله جل وعلا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.

فهو صلى الله عليه وسلم الذي أظهر الله على يديه المعجزات ففلق له القمر وتكلمت الحيوانات بحضرته وسبح الطعام بين يديه وسلم عليه الحجر والشجر وتكاثر له الطعام ونبع الماء من بين أصابعه، لذلك فقد رفع الله ذكره وأعلا شأنه، وإن الثبات على القيم الإسلامية هي حصانة للمجتمع من الذوبان، وبه تفيض عليه طمأنينة، وتجعل حياته وحركته إلى الأمام، ثابتة الخطى، فهى ممتدة من الأمس إلى اليوم، لأنها في إطار العقيدة وسياج الدين، وقد حرم الإسلام كل عمل ينتقص من حق الحياة، سواء أكان هذا العمل تخويفا، أو إهانة، أو ضربا، أو اعتقالا، أو تعذيبا، أو تطاولا، أو طعنا في العرض، فإن حياة الإنسان المادية والأدبية موضع الرعاية والاحترام، وأما عن الموقوذة فهي البهيمة التي تضرب بالعصا ونحو ذلك فتموت.

والمتردية هي البهيمة التي تسقط من شاهق فتموت، والنطيحة هي التي نطحتها أختها فتموت، أما لو أن كبشا نطح غنمة في مذبحها بقرنه وسال دمها فهذه اسمها نطيحة، ولا يجوز أكلها لو دخل قرنه في مذبحها وسال دمها فحرام أكلها واسمها نطيحة ولا يجوز أكلها، فالمنخنقة، والموقوذة، والمتردية، والنطيحة، وأما عن ما أكل السبع، فهى كل حيوان مفترس، إذا أكل دابة مما سمح الله تعالى لنا أن نأكله فإنه لا يليق بالإنسان أن يأكل فضلات حيوان، لكن الله عز وجل قال” إلا ما زكيتم” بمعنى إن كانت على وشك أن تموت بادرت إلى ذبحها، فإن الحكم الفقهي أنها إذا حركت يدها أو ذنبها أي فيها حياة وإذا ذبحتها فهي حلال، بادرتم إلى ذبحها، هناك رأى فقهي آخر يقول إذا ذبحتها يجب أن ينفجر الدم انفجارا، وإن لم ينفجر الأولى ألا نأكلها.

وهذا الحكم على تنوع المذاهب أيضا فيه حكمة أن المتردية والموقوذة والنطيحة وما أكل السبع هذه إذا ماتت بهذه الطريقة خسرتها، إذن ماذا على صاحبها أن يفعل؟ وهو أن يمنع الدواب من أن تنطح بعضها بعضا، وأن يقيها المخاطر، أن تتردى من شاهق، وأن يقيها الاختناق، وألا يضربها، فإذا ماتت خسر ثمنها، أيضا وتحريم المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع تحريم هو وقائي تربوى، حتى الإنسان يعتني بالحيوان، وأما عن الحكمة من أكل السمك دون أن يذبح، فإنه يؤكل السمك دون ذبح، فلماذا؟ فقد قال تعالى” إلا ما زكيتم” أى ذبحتموها قبل أن تموت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى