مقال

الأخلاق الإسلامية الرفيعة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الأخلاق الإسلامية الرفيعة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثلاء 31 أكتوبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، قيل أن محمد بن المنكدر وكان سيد القرّاء، كان لا يسأل عن حديث أبدا إلا يبكي حتى ترحمه أصحابه وقيل أن جعفر بن محمد، وكان كثير الدعابة والتبسم فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم اصفر وما كان يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على طهارة وقيل أنه ما رآه أحد إلا على ثلاث خصال إما مصليا وإما صامتا وإما يقرأ القرآن، ولا يتكلم فيما لا يعنيه، وكان من العلماء والعباد الذين يخشون الله عز وجل، ولقد كان عبد الرحمن بن القاسم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم فينظر إلى لونه كأنه نزف منه الدم.

وقد جف لسانه في فمه هيبة منه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما قيل أن عامر بن عبد الله بن الزبير كان إذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى لا يبقى في عينيه دموع، وقيل أن الزهري وكان من أهنأ الناس وأقربهم، إذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه ما عرفك ولا عرفته، وكما قيل أن صفوان بن سليم، وكان من المتعبدين المجتهدين فإذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى فلا يزال يبكي حتى يقوم الناس عنه ويتركوه، وروي عن قتادة أنه كان إذا سمع الحديث أخذه العويل والزويل ولما كثر على مالك الناس قيل له ” لو جعلت مستمليا يسمعهم” وحرمته حيا وميتا سواء، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد فإن الصدق خلق من أخلاق الإسلام الرفيعة.

وصفة من صفات عباد الله المتقين، وقد أنزل الله في شأن الصادقين معه آيات تتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فإن المؤمن لا يكون إلا صادقا مع ربه، صادقا مع نفسه، صادقا في تعامله مع غيره، فالمؤمن إيمانا حقيقيا تجده صادقا مع ربه في إيمانه، آمن ظاهرا وباطنا، آمن قلبه واستقامت جوارحه، يعلم بأن الله وحده هو المستحق أن يعبد دون سواه، عكس المنافق، آمن ظاهرا وكفر باطنا، آمن اللسان وكفر القلب، والمؤمن إيمانا حقيقيا لا يخادع لأنه يعلم بأن الله عز وجل عالم بما يضمر وما يخفي، فقال تعالى ” قل إن تخفوا ما فى صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ” والمؤمن إيمانا حقيقيا صادق في دعوته إلى الله، يحب الخير لأمتة ويسعي في سبيل هدايتها وإرشادها وإخراجها من ظلمات الجهل إلى نور العلم. 

والمؤمن إيمانا حقيقيا واضح في منهجه، ظاهره وباطنه سواء ليس هدفه إبراز شخصه ولا أن يتحدث عنه، شعاره كما قال الله تعالى ” قل إن صلاتى ونسكى ومحيايا ومماتى لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ” والمؤمن إيمانا حقيقيا صادق في أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، فتجده يأمر بالمعروف بصدق، وينهى عن المنكر بصدق، حريص على إنقاذ العباد من المخالفات الشرعية، والمؤمن إيمانا حقيقيا صادق في أداء الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام، وفق ما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى