مقال

عناية الإسلام بتكوين الأسرة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن عناية الإسلام بتكوين الأسرة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 8 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، أما بعد لقد بنى الإسلام صرحه الشامخ على ركنين عظيمين، هما تربية الفرد، وتهيئة المجتمع الصالح وربطهما ببعض، والأسرة ذلك المجتمع الصغير الذي يتألف من أفراد قلائل، وقد عني الإسلام بتكوين الأسرة من البداية لأنها الأساس، فوجه الأنظار منذ البداية إلى تكوينها في اختيار الزوج والزوجة، فإذا اخترنا الزوجة نختار صاحبة الدين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم ” تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك” وبالنسبة للزوج قال الحبيب المصطفى صلي الله عليه وسلم ” إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض” 

قالوا يا رسول الله وإن كان فيه؟ قال إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه، ثلاث مرات” رواه الترمذي، وفي رواية عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض” وإننا إذا بنينا الأسرة على هذا الأساس شمخ البنيان، ونجحنا في تقويم الأولاد، فنحن نكون قد حصلنا على أسرة صالحة، ومن مجموع الأسر نحصل على مجتمع فاضل تسوده المحبة، ويسري فيه الصلاح، ويكثر بينهم التعاون والتناصح والتآلف والتكاتف، وقد جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم “لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، و لا تدابروا، ولا يبع بعضكم علي بيع بعض، 

وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو السلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره، التقوى ها هنا، ويشير صلى الله عليه وسلم إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه” رواه مسلم، ولقد جاءت بلاغة القرآن الكريم وفصاحته للأمة المتلقية للدعوة الأولى، ولمن جاء بعدهم ممن عرف لسانهم، هؤلاء الذين سيحملون عبء الدعوة، وسيسيحون بها في شتى بقاع الأرض، فإذا ما انتشرت الدعوة، كانت المعجزة للناس الآخرين من غير العرب شيئا آخر، فالغيبيات التي يخبرنا بها، والكونيات التي يحدثنا عنها، والتي لم تكن معلومة لأحد، نجدها موافقة تماما لما جاء به القرآن، وهو منزّل على نبي أميّ، وفى أمة أميّة غير مثقفة، فهذه كلها نواحي إعجاز للعرب وغيرهم. 

ولقد كتب كثير من علماء الاجتماع في إصلاح المجتمع، وقد أغفل هؤلاء عمدا الالتفات إلى الدين وإلى الأسرة، مع أن هذه الكتب شكت بعد الناس عن الله، ولمسوا بكل وضوح خراب الأسر وتفككها لا سيما في المدن التي تقدمت صناعيا إذ كانت الصناعة سببا لأن تكون المدن أخلاطا من مختلف بلاد العالم، فتفككت عرى الأسر، وأضحى الإنسان أقرب إلى الحياة الانفرادية من أن يندمج مع أخيه أو أبيه، أو أقربائه، وهذا الإنسان التائه والذي لا يجد الأسرة التي يلتجا اليها، ولا يعرف الله فيتجه مثلا إلى بيت من بيوته في شدته لعله يجد بعض الطمأنينة، هذا الإنسان المعاصر أخذ يلجأ إلى الطبيب وهو يعلم أن الطبيب لا ينفعه لمعالجة أزمته النفسية، وليس عنده علاجا شافيا، نعم يذهب إلى الطبيب لأنه لا يجد في الميدان أو الساحة أحدا غيره، ولنعلم جميعا ان ضنك العيش هو سبب الإعراض عن الله، وعن كتاب الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى