خواطر وأشعار

لا تتوقف القصص المأساوية الواردة من غزة

جريدة الاضواء

لا تتوقف القصص المأساوية الواردة من غزة

كتب/ أيمن بحر

فى أحدث تلك القصص لموظف بإحدى المستشفيات تفاجأ خلال مناوبته الليلية باستقبال جثامين زوجته وأطفاله الأربعة بين القتلى الذين قضوا في قصف إسرائيلى على منازل سكنية.

تلك هى قصة مدير الاستقبال والعلاقات العامة بمستشفى يوسف النجار غرب رفح فى غزة طلعت برهوم والذى قال : الليلة الماضية كنت أمارس عملي فى مناوبتى بالمستشفى وكنت لا أعلم شيئا عن أسرتى وأولادى منذ أكثر من أسبوعين بسبب ضغط العمل وكثرة الجرحى وكذلك لانقطاع الانترنت والاتصالات.

وبينما كان برهوم يمارس عمله فى تسجيل الجرحى وإمداد الصحفيين بالبيانات والإحصاءات جاءه خبرا مفزعا حسب وصفه: فوجئت بأحد الصحفيين يعرفنى جيدا وكان معه انترنت على هاتفه متصل بالقمر الصناعى يخبرنى بأن هناك قصف استهدف المنطقة التى فيها منزل عائلتى.

برهوم استطرد قائلا: خرجت فورا لأسأل زملائى فى طواقم الإسعاف فأخبرونى أنهم نقلوا حالات جرحى وشهداء نتيجة قصف إسرائيلى على منطقة الإسكان الأبيض بحى تل السلطان غرب رفح

ونوه إلى أن تلك المنطقة لا يوجد فيها سوى منزل عائلته ومنزلين آخرين مشيرا هنا تأكدت بأن زوجتي وأولادى حدث لهم شىء.

وفى حين أن برهوم لا يستطيع التواصل مع أى شخص من عائلته ولا منطقته فهو كذلك لم يكن قادرا على ترك عمله بسبب الظروف القاسية التى تعانيها المستشفيات والقطاع الصحى فى غزة.

مرت دقائق ثقيلة وكأنها عمر طويل ثم وجدت سيارة إسعاف تدخل علينا وبها زوجة شقيق زوجتى وكانت مصابة وحالتها حرجة ولم أستطع الحصول منها على معلومات عن عائلتى هكذا قال برهوم.

إزداد القلق المصحوب برفض داخلى لتصديق المصير الذى بات محتوما عقلى تيقن من المصير وقلبى متعلق بأمل أنهم أحياء بحسب تعبير برهوم.

إذا بسائق إسعاف أخبرنى أنهم نقلوا جثة إمرأة و4 أطفال للمستشفى الإماراتى القريب من المستشفى الذى أعمل به.

هرول برهوم نحو المستشفى الإماراتى وكأنه أطلق قدميه للرياح فوصل هناك لا يدرى كيف ولا كم استغرق من الوقت بحسب تأكيده.

بمجرد أن دخلت المستشفى الإماراتى وشاهدت ابنة شقيقة زوجتى التى تعمل هناك تبكى جلست أنا فى الأرض مذهولا من الصدمة التى جئت على أمل أن لا تكون قد حدثت

جهود دبلوماسية متعثرة لوقف إطلاق النار فى غزة
جهود دبلوماسية متعثرة لوقف إطلاق النار فى غزة

يقول برهوم تحاملت على نفسى ووقفت لأعرف من من أسرتى بالضبط قد فارق الحياة فشاهدت جثث زوجتى ميسون أبو علوان وأطفالى الأربعة أحمد 8 أشهر وليان 14 سنة وعبد الرحمن 12 سنة ومحمد 10 سنوات ولم يتبق لى إلا صبيين فى المرحلة الثانوية.

وختم برهوم بأنه نقل جثامين زوجته وأطفاله الأربعة لمستشفى يوسف النجار التى يعمل بها لأن بها ثلاجة حفظ موتى مشيرا حصلت على نصف يوم إجازة فقط ودفنتهم وعدت مساء الثلاثاء لعملى فرغم فجيعتى لا وقت للحزن لأن العمل وإنقاذ الجرحى يحتاجنى أنا وزملائى فخلال شهر منذ بدء الحرب لم أرى أسرتى إلا مرتين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى