مقال

رسول الله مع أبناءه

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن رسول الله مع أبناءه

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 15 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، فهو صلي الله عليه وسلم القائل في الحديث العظيم الذي ترق له القلوب وتطيب به الألسنة، عن هذه السيدة من سادات نساء العالمين وبنت سيد المرسلين، وزوجها رابع الخلفاء الراشدين، الذي رواه الإمام علي رضي الله عنه أنه قال يوما لزوجته فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم لقد سنوت حتى اشتكيت صدري، وقد جاء الله بسبي فاذهبي فاستخدمي، فقالت فاطمة وأنا والله قد طحنت حتى مجلت يداي، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال صلي الله عليه وسلم “ما جاء بك يا بنية”؟ فقالت جئت لأسلم عليك، واستحيت أن تسأله، ورجعت، فأتياه جميعا، فذكر له الإمام علي حالهما.

قال صلي الله عليه وسلم ” لا والله لا أُعطيكما وأدع أهل الصفة تتلوى بطونهم، لا أجد ما أنفق عليهم، ولكن أبيع وأنفق عليهم أثمانهم ” فرجعا فأتاهما، وقد دخلا على قطيفتهما، إذا غطيا رؤوسهما بدت أقدامهما، وإذا غطيا أقدامهما انكشفت رؤوسهما، فثارا، فقال صلي الله عليه وسلم ” مكانكما، ألا أخبركما بخير مما سألتماني”؟ فقالا بلى، فقال صلي الله عليه وسلم ” كلمات علمنيهن جبريل تسبّحان في دبر كل صلاة عشرا وتحمدان عشرا، وتكبران عشرا، وإذا أويتما إلى فراشكما تسبحان ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وكبِّرا أربعا وثلاثين” قال الإمام علي فوالله ما تركتهما منذ علمنيهن، قيل له ولا ليلة صفين، قال ولا ليلة صفين” وإن النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم رحمة مهداه ونعمة مذداه وسراج منير. 

فقيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا يوما فأقبل أبوه من الرضاعة، فوضع له بعض ثوبه فقعد عليه، ثم أقبلت أمه فوضع لها شق ثوبه من جانبه الآخر فجلست عليه، ثم أقبل أخوه من الرضاعة، فقام له رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسه بين يديه، وقيل أنه قدمت حليمة بنت عبد الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وقد تزوج خديجة، فتشكت جدب البلاد وهلاك الماشية فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة فيها، فأعطتها أربعين شاة، ثم قدمت عليه بعد النبوة فأسلمت وبايعت وأسلم زوجها الحارث، ويقول أبا الطفيل رأيت النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يقسم لحما بالجعرانة، إذ أقبلت امرأة حتى دنت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه، فجلست عليه فقلت من هي؟ 

فقالوا هذه أمه التي أرضعته، وقيل لما وردت حليمة السعدية على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه وقضى حاجتها، فلما توفي قدمت على أبي بكر فصنع لها مثل ذلك، ولنا الوقفة مع الحسين والحسن وجدهما محمد صلى الله عليه وسلم، فنحب الأحفاد لحب الجد الكبير العظيم، وإنما الشاهد في القصة أنه صلى الله عليه وسلم تحبب إلى الأطفال، أتى يصلي إما العصر وإما الظهر صلى الله عليه وسلم فأخذ أمامة وعمرها ثلاث وقيل أربع سنوات وهي بنت السيدة زينب، وزينب بنته صلى الله عليه وسلم، أي أنها بنت بنته، فحملها في الصلاة، صلى بالمسلمين وبعلماء الصحابة وساداتهم وشجعانهم وشهدائهم، فحمل أمامة على كتفه صلى الله عليه وسلم فإذا سجد وضعها وإذا قام رفعها حتى سلم من الصلاة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى