مقال

إذا قضى الله الأمر في السماء

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن إذا قضى الله الأمر في السماء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 16 نوفمبر 2023

إن الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إنه تصيب الناس المتاعب لإهمالهم السنن أو لغفلتهم مثلا إهمال الأسرة تأديب الولد، فيصبح عالة على الأسرة ويجلب لهم المشاكل، والإعراض عن أمر الله يعرض الإنسان إلى العقوبة، وتكون العقوبة عامة وشاملة حيث قال الله تعالى ” وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا” وجاء في التفسير لابن كثير رحمه الله، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا نقول للحي إذا كثروا في الجاهلية قد أمروا بني فلان، وقال ابن عباس قوله تعالي “أمرنا مترفيها ففسقوا فيها”

يقول سلطنا أشرارها فعصوا فيها، فإذا فعلوا ذلك أهلكهم الله بالعذاب، وتقع المصيبة على الأسرة أيضا إذا فسق أكثر أفرادها، وسكت الصالحون فلم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر، واكتفوا من الإسلام بالشعائر التعبدية فحسب، وقد روى الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه بسند حسن من حديث عدي عن عمير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن الله عز وجل لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكرون، فإذا فعلا ذلك عذب الله الخاصة والعامة” وروي عن أبو هريرة رضى الله عنه “إن نبي الله صلى الله عليه وسلم، قال ” إذا قضى الله الأمر في السماء بأمر معين، بقبض روح فلان، بمرض فلان، بشفاء فلان، بولد فلان، وولادة فلان، ونحو ذلك .

إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان مثل جر سلسلة على الصخر، يصدر أصواتا مخيفة، فكذلك صوت أجنحة الملائكة الخاضعة لأوامر الله النازلة إليهم والتي لابد لهم من تنفيذها فإذا فُزّع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال الحق وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع الجن يركب بعضهم فوق بعض إلى السماء يسترقون السمع، ومسترقو السمع هكذا بعضهم فوق بعض، ووصف سفيان بكفه فحرفها وبدّد بين أصابعه بعضه فوق بعض فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها فأحرقه ” رواه البخاري، فأحرقه وما معه من الخبر، وربما ألقاها قبل أن يدركه .

فيصل الخبر إلى الكاهن ويكون هذا فعلا خبر ثقة صحيح ومؤكد، لأنه مصدره من السماء عن طريق هؤلاء الجن المسترقين، لكن هذا الكاهن يعمل هذا الخبر الواحد الصحيح وسيلة لكي يدخل الناس في الشرك ويوقعهم في الكفر، فيكذب معها مائة كذبة، فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمع من السماء، أي أن الكاهن يقول سوف يحدث كذا يوم كذا، ويحدث كذا يوم كذا، وواحد من هذه الكذبات الكثيرة صدق، ومشكلة الناس أنهم لا يتذكرون إلا الصدق، وأما كذبات الكاهن الأخرى فلا يتذكرونها، يقولون فعلا فلان قال لنا يوم كذا سيحدث كذا وحدث فعلا، هذا رجل مجرب فعلا يعلم ما في الغيب فاذهبوا إليه، والله سبحانه وتعالى قادر على أن يحرق الجن مسترقي السمع قبل أن يصلوا إلى السماء أصلا، لكن الله عز وجل شاء أن يجعل هذا الحدث فتنة ليرى من يثبت على الدين والتوحيد ومن لا يثبت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى