مقال

الحياة الانسانية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الحياة الانسانية
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الملقب بالصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، إن من أسباب الثبات على الإيمان هو نصر دين الله الواحد الديان ونصر أوليائه المتقين، ونصر دين الله تعالى وأوليائه يكون بطرائق عديدة لا يحدها حد ولا تقف عند رسم فالدعوة إلى الله بجميع صورها نصر لدين الله وطلب العلم نصر لدين الله والعمل بالعلم نصر لدين الله وجهاد الكفار والمنافقين والعصاة نصر لدين الله والرد على خصوم الإسلام وكشف مخططاتهم نصر لدين الله والبذل في سبيل الله والإنفاق في وجوه البر نصر لدين الله والذب عن أهل العلم والدعوة وأهل الخير والصحوة نصر لدين الله وطرائق نصر دين الله وأوليائه كثيرة.

جعلنا الله وإياكم منهم من أوليائه وأنصار دينه ولا تحقرن من هذه الأعمال شيئا فقاعدة الطريق اتق النار ولو بشق تمرة، وإن الرقي والتقدم في أية بقعة من بقاع العالم، وفي أي مجال من مجالات الحياة الانسانية، ماضيا وحاضرا، لا يكون بناؤهما إلا على يد ابناء مجتمعها، فعندما يغرس الإسلام في روح الإنسان حب الخير والصلاح وأعمال البر، إنما يقصد خلق نموذج إنساني تتجسد فيه كل مقومات الصلاح والنبل والجمال، فمتى صار الإنسان صالحا، فإنه سيكون فيضا من العطاء الخير، ليس لنفسه فحسب، وإنما للعالم أجمع، ولذلك حينما نتأمل حالة مجتمعنا اليوم ونحاول أن نرصد نشاط شبابه عن كثب، نجده منصرفا إلى ما يهدم دعائم هذا الوطن بدل بنائها وإقامتها، إذ يختفي حس المسؤولية.

وينعدم الواجب وتغيب التضحية وراء ستائر العبث، والاستهتار واللامبالاة، فلا يبقى إلا الدور السلبي الذي أصبح يقوم به معظم الشباب إذا لم نقل كلهم استثناء لفئة قليلة جدا، إلا ما رحم الله عز وجل، وإن من سنن الله تعالى في البشر، أن أوجد فيهم المصلحين والمفسدين، وجعل الصراع بين الفريقين إلى آخر الزمان، وحين أخبر الله تعالى أنه مستخلف بشرا في الأرض خاف الملائكة من فساد البشر، فقال تعالى كما جاء فى سورة البقرة ” قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء” فأجابهم الله تعالى بقوله ” إنى أعلم ما لا تعلمون” وما يعلمه سبحانه وتعالى أن سعي المصلحين بالصلاح في الأرض فيه من المصالح ما يربو على فساد المفسدين، ويكفي المصلحين شرفا وعزا، أن الله تعالى نوه بهم في أول خطابات خلق البشر.

كما تدل الآيات على أهمية الإصلاح في الأرض، وأن كثرة المصلحين خير للبشرية كما أن وجود المفسدين شؤم عليها، وتتابعت شرائع النبيين عليهم السلام تسعى بكل أنواع الإصلاح، وتحارب الفساد في كل مجالاته، فقال الله تعالى فى سورة الأعراف ” ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها” واجتمعت كلمة أنبياء الله تعالى عليهم السلام لأقوامهم على قولهم كما قال تعالى فى سورة البقرة ” ولا تعثوا فى الأرض مفسدين” وإن الصلاح مختص في أكثر الاستعمال بالأفعال، وقوبل في القران تارة بالفساد وتارة بالسيئة، فقال تعالى فى سورة التوبة ” خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا” وقال تعالى أيضا فى سورة الأعراف ” ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى