مقال

أكرم ما خلق الله سبحانه وتعالى

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أكرم ما خلق الله سبحانه وتعالى
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 21 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد ألا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله إمام العابدين وقدوة المربين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، مما لا شك فيه إن أعز وأكرم ما خلق الله سبحانه وتعالى في هذه الحياة، هو الإنسان، ولمكانة وقدر الإنسان، أعلى الله من شأنه، بل ومن شأن الأبعاد والقيم الإنسانية التي تجعل الإنسان يشعر بقيمته وكرامته كإنسان وليس أدل على ذلك من أن لفظ الإنسان قد ورد في القرآن الكريم ما يزيد عن خمسين مرة، وهنا تجد الفرق بين الإنسان وسائر المخلوقات الأخرى حيث إن للجانب الإنساني أثراً كبيرا في تكوين الإنسان، وإن المتأمل في كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.

يجد نصوصا عديدة تشير إلى الأبعاد والقيم الإنسانية مثل قوله تعالى ” إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظم به إن الله كان سميعا بصيرا” ويقول العلماء عن تلك الآية الكريمة إنها من أمهات الأحكام، حيث تضمنت جميع الدين والشرع، والآية عامة في الجميع، ولكن لو نظرنا إلى سبب نزول الآية، لوجدنا أنها تظهر وجها مشرقا لإنسانية الإسلام، ممثلة في النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم، وأتباعه من بعده، فهذا مفتاح الكعبة في يد كافر قبل الإسلام، وحامل المفتاح هو عثمان بن أبى طلحة، وابن عمه شيبة، وقد منعا النبي صلي الله عليه وسلم من دخول الكعبة، وهو بمكة قبل الهجرة إلى المدينة، وحينما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة فاتحا منتصرا.

إذا بعمه العباس بن عبد المطلب يطلب منه مفتاح الكعبة لتضاف له السدانة إلى السقاية، ولكن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بدلا من أن يلبي طلب عمه، إذا به ينادي على من منعوه من دخول الكعبة من قبل، ودعا عثمان وشيبة فقال صلى الله عليه وسلم ” خذاها خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم” أي طراز من القيم والأبعاد الإنسانية هذه التي يعلمها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لأتباعه خاصة وللناس عامة؟ بل أي رقى وتقدير للإنسانية في هذا الموقف الرائع الذي ما ينبغي أن يمر علينا مرور الكرام، ولقد نهى رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الضرب للإقرار بالذنب، وونهى عن التعذيب للإعتراف بالجناية، وقال في ذلك مبعوث العناية ورسول الهداية صلى الله عليه وسلم.

” لا ضرب فوق عشر ضربات إلا في حدود الله” وقد يقول البعض كيف تقول هذا والدين أمر الرجال بضرب النساء؟ فنقول له يا هذا هل علمت الكيفية التي أمر الحبيب صلى الله عليه وسلم أن تضرب بها النساء؟ لقد أمر بوعظهن أولا، فإن لم يكن الإنسان يستطيع وعظها أحضر لها من يستطيع وعظها، ومن تتقبل كلامه كأبيها أو أخيها أو ناصحا أو مُعلما، أو مُفهما، فإن لم تتقبل النصيحة أمره أن يهجرها في مضجعها، فينام معها ويُدير لها ظهره، ولا يترك الغرفة لأن هذا يجعلها لا تحسّ بالذنب ولا وقع ندم، وإنما ينام معها ويدير لها ظهره، فإن لم تحس بوقع هذا الذنب يضربها ضربا قال فيه الأئمة الأعلام رضي الله عنهم يُحضر منديله، ويربطه عقدة، ويضربها به، فكأن المقصود ليس الضرب.

لأنه ماذا يصنع المنديل عندما تضرب به؟ ولكن المقصود أن تحسّ بأنه غير راض عنها، وغير راض عن أفعالها، وعن سلوكها، واشترط الشرع الشريف أن يكون هذا الضرب غير مؤذي لها، ولا كاسر لعضو من أعضائها، وإلا خرج إلى حد التجريم وكان جريمة، وديننا يقيم لهذه الجريمة حكمها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى