مقال

الدكروري يكتب عن الرضا والتسليم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الرضا والتسليم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 23 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الملقب بالصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد ما رأيكم في المجتمع المسلم إذا كان مدمنا على الخمر؟ ماذا تقولون في أناس من العرب درجوا على الخمر أجيالا يشربونها، تجري في دمائهم كما الدم يجري ؟ ثم يأتي الأمر بعد مدة من الزمن أن يجتنبوا هذه الخمرة وينتهوا عنها ولا يشربوها ” يا أيها الذين أمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منهون ” فيقول أنس رضي الله عنه أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مناديا ينادي ألا أن الخمر قد حرمت، فقال لي أبو طلحة أخرج فأنظر ما هذا الصوت؟ فخرجت فقلت هذا منادي ينادي ألا إن الخمر قد حرمت، فقال لي اذهب فأهرقها قال أنس فجرت في سكك المدينة” رواه البخاري ومسلم، وفي رواية ” قال أبو طلحة يا أنس قم إلى هذه الجرار فاكسرها، قال فقمت إلى مهراس لنا فضربتها بأسفله حتى انكسرت ” وفي رواية لمسلم ” قال قم يا أنس فأرق هذه القلال، قال فما راجعوها ولا سألوا عنها بعد خبر الرجل ” الله أكبر إنه الانقياد والتسليم لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ” فما راجعوها ولا سألوا عنها بعد خبر الرجل ” فلم يكن هناك توسلات وإعفاءات واستثناءات وفترة تأجيلية حتى يتعودوا على هذا الأمر، لا لقد كسرت تلك العبوات وشقت تلك الأوعية.

وسُكبت في شوارع المدينة إنفاذا لهذا الأمر النبوي، فإن الشهامة عند الإنسان هي عزة النفس وحرصها على فعل أمور عظيمة، وإن وجودها في نفس الإنسان تدل على علو همته، فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم خير من اتصف بها،وقد غرس الإسلام مكارم الأخلاق في أهله، وكذلك أيضا القناعة فتأتي بمعنى الرضى والتسليم، فالذي يرضى بما قسمه الله تعالى له يسمى قانع، وهي شفاء من الهموم والأحزان فمن عُدم عنده خُلق القناعة حُرم من رضا الله تعالى ورزقه، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على القناعة وبيّن أنها طريق يؤدي إلى السعادة والفلاح، وكما أن جبر الخواطر وتطييب النفوس له أساليب متعددة ومواقف متنوعة وتطبيقه سهل ميسور، فمثلا إذا دخلت إلى مكتبك يوما.

وجاء إليك العامل بقهوتك، فشكرته وتبسمت فى وجهه، فأنك تكون حينها قد جبرت خاطره، وإذا ما احتاج زميل في العمل للمساعدة، وتبرعت بمساعدته فقد جبرت خاطره، وإذا ما رأيت شخصا، وأشدت بجمال مظهره، حتى وإن كنت لا تراه جميلا، فهذا يندرج تحت جبر الخواطر، وعندما ترى شخصا، وقد حقق إنجازا ما فى حياته، حتى وإن كان من وجهة نظرك لا يعتبر إنجازا بالمعنى المفهوم، وهنأته وشجعته، فهذا جبر خواطر، وعندما تقول لزوجتك شكرا لتحملها مسئولية البيت والأطفال، فذلك جبر خواطر، وعندما تقولين لزوجك شكرا لأنه يجد ويكافح من أجل توفير حياة كريمة للأسرة وإسعادها فذلك أيضا جبر للخواطر، والابتسامة جبر خواطر، والكلمة الطيبة جبر للخواطر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى