مقال

الانجرار وراء العالم المزيف

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الانجرار وراء العالم المزيف
بقلم / محمــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 27 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين، إن من أكبر المخاطر في تلك الأيام هو الانجرار وراء العالم المزيف حيث ينسى الشخص الذي يقارن نفسه بالآخرين أن عالم الإنترنت عالم مزيف، ويختار الأشخاص فيه الصورة التي يريدون عكسها عن أنفسهم والتي غالبا ما تكون لا تمت للواقع بصلة، مما يدفعه للتفكير بأنه غير قادر على عيش حياة تشبه حياتهم، إلا أنه لا يرى ما يحدث خلف الكواليس، لذلك لا يصح الاعتقاد بأنه الوحيد الذي لا يستطيع تحقيق ما يحققونه، ومن السلبييات هو عدم رؤية قيمة الشخص الحقيقية.

حيث يميل الشخص الذي يقارن نفسه بالآخرين إلى عدم رؤية الموهبة والمعرفة التي يمتلكها، كما أنه قد لا يدرك أنه يتمتع بمهارات جيدة ومفيدة في الحياة العملية، والتي يمكن أن يفتقر إليها الأشخاص الآخرون، وأيضا تشتيت الانتباه حيث تؤدي مقارنة الشخص لنفسه بالآخرين إلى تشتت انتباهه، بسبب إمكانية وجود العديد من الخيارات والفرص، وقد يتسبب هذا التشتيت بفقدان تركيز الشخص على نفسه، وتمنعه من رؤية الصورة الأكبر، وكما أن من السلبييات هو التأثير على المشاعر حيث توصلت الأبحاث إلى أن المقارنة تولد مشاعر الحسد، وانخفاض الثقة بالنفس، والاكتئاب، بالإضافة إلى تقليل قدرة الشخص على الثقة بالآخرين، وكذلك عدم قدرة الشخص على تحقيق أهدافه.

حيث تكون عملية مقارنة الشخص لنفسه بالآخرين عملية غير مجدية وتستهلك الكثير من الوقت، مما يضعف دافع الشخص لإكمال أهدافه، إذ يحتاج الشخص إلى تكريس وقته وطاقته على نفسه لا على الآخرين حتى يتمكن من التركيز على أهدافه، ويمكن للشخص الحد من مقارنة نفسه مع الآخرين بالتقليل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي حيث يشارك الأشخاص صورة مزيفة عن حياتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يعتقد الآخرون أن حياتهم مثالية وخالية من المشاكل والمنغصات، لذلك يبدأ الإنسان بمقارنة حياته التي يتخللها بعض المشاكل بحياتهم المثالية من وجهة نظره، فيساعد التقليل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على التقليل من مقارنة الشخص لنفسه بالحياة المثالية التي يراها.

وبالتالي زيادة شعوره بالرضا تجاه نفسه وتوقفه عن مقارنة ما يفعله هو بما يفعله الآخرون، ويعد حب الذات أمرا مهما للغاية لتخطي هذه المشكلة حيث إن الشخص الذي لا يولي نفسه اهتماما أو الذي لا يقدم لنفسه الحب الكافي عادة ما يضع نفسه بالمرتبة الأخيرة ولا يشعر بالفخر تجاه نفسه، وبالتالي يرى أن الآخرين أكثر نجاحا أو أكثر سعادة منه، فيبدأ بمقارنة حياتهم مع حياته، لذلك لا بد من الوصول إلى حب الذات كي يكون الشخص أكثر سعادة وبالتالي لن يقارن نفسه مع الآخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى