مقال

السلام والتعاون على محاربة الفساد

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن السلام والتعاون على محاربة الفساد

بقلم / محمــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثاء الموافق 28 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين، إن من فضائل السلام أنه من خير الإسلام، وإن أول من أمر بالسلام هو الله جل وعلا لحظة خلق آدم عليه السلام وأول من سلم هو آدم عليه السلام فقال السلام عليكم فزادته الملائكة ورحمة الله، وزاد سيدنا ابراهيم عليه السلام لفظة وبركاته وكل لفظة في السلام لها أجرها وأول من صافح عند السلام هم أهل اليمن، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ثم قال اذهب فسلم على أولئك من الملائكة فاستمع ما يحيونك تحيتك وتحية ذريتك. 

فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن” رواه البخاري ومسلم، والدليل أن كل لفظة لها اجرها ما رواه الدارمي وأبي داود والترمذي عن عمران بن الحصين رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم، فرد عليه ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “عشر” ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه ثم جلس، فقال “عشرون” ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه فجلس، فقال “ثلاثون” وقال الترمذي حديث حسن، وفي رواية لأبي داود، من رواية معاذ بن أنس رضي الله عنه، زيادة على هذا، قال ثم أتى آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته.

فقال “أربعون” وقال صلى الله عليه وسلم “هكذا تكون الفضائل” فأول من جاء بالمصافحة هم أهل اليمن، وقد ثبت في ذلك ما رواه أبو داود عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” قد جاءكم أهل اليمن، وهم أول من جاء بالمصافحة ” وينبغي علينا أن نتعاون جميعا على محاربة الفساد، وأن نجعله قضية اجتماعية، فإن البلاء إذا نزل يعم الصالح والطالح، فيقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “مثَل القائم على حدود الله” والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فكان قوم في أعلاها وقوم في أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا أرادوا الماء مروا على الذين في أعلاها، فقال الذين في أسفلها لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا بدل أن نؤذي مَن فوقنا” ويقول النبي صلى الله عليه وسلم. 

“فلو أنهم تركوهم وما أرادوا لهلكوا وهلكوا جميعا، ولو أنهم أخذوا على أيديهم لنجوا ونجوا جميعا” فعندما نسكت عن المفسدين ولا نبلغ عنهم ولا ننهاهم، ولا نرفع أمرهم ونتركهم ونسكت عنهم ونجاملهم فإن البلاء سينزل بنا جميعا، فينبغي ألا نجامل أحدا إذا رأينا مفسدا يستغل الوظيفة أو المؤسسة يحتال، يرتشي، أو يجامل، أو يسرق، أو يفعل أي صورة من صور الفساد أن نبلغ عنه معذرة إلى الله سبحانه وتعالى، حتى لا ينزل بنا العذاب، فإن رأينا مفسدا، فينبغي أن نبلغ عنه بعد أن نتثبت ونتأكد أنه مفسد في وظيفته، أو أنه مفسد في مؤسسته، أو أنه مفسد في مسؤوليته، أن نبلغ عنه فنكون ممن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، والنبي صلى الله عليه وسلم قال “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”. 

فينبغي علينا أن نحارب الفساد سرا وجهرا بجميع الصور وبجميع الوسائل، وأن لا نجامل، وأن نعد هذه كارثة ومصيبة، إذا نزل البلاء فإنه يعم الصالح والطالح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى