مقال

عن أصحاب العمل والعاملين

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن أصحاب العمل والعاملين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 1 ديسمبر

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن من الآداب الإسلامية للعمل هو الإلتزام بالمواعيد والنصح لصاحب العمل وتحري الحلال والبعد عن الأعمال المحرمة ويجب على العامل أن يحفظ أسرار عمله، فلا يتحدث إلى أحد خارج محيط العمل عن أمور تعتبر من أسرار العمل وعليه أن يلتزم بقوانين العمل ويحترم سياسة صاحب العمل، ومنها عدم استغلال المنصب في العمل لأجل تحقيق مصالح شخصية دون وجه حق شرعي.

وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ذلك من الغلول فقال “من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول” رواه أبو داود، وكما أن من الآداب التي حث بها الإسلام العامل في ميادين العمل والتكسب هو التبكير إلى العمل حيث يكون النشاط موفورا، وتتحقق البركة، حيث قال صلى الله عليه وسلم “اللهم بارك لأمتي في بكورها” رواه الترمذي، وقد يسأل سائل؟ فيقول هذه الآداب التي يجب على العامل التحلي بها؟ فما هي الآداب التي توجب على رب العمل أن يتمثلها مع العاملين معه؟ والجواب باختصار هو أن يبين رب العمل للعامل طبيعة العمل وحجمه وأجرته، فالوضوح ضروي في كل شيء وهو نور يضيء طريق التوفيق والانجاز، وقد ضرب لنا القرآن العظيم مثالا جميلا.

وصورة مشرقة للعلاقة بين أصحاب العمل والعاملين فهذا نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام لما ذهب إلى ذلكم الرجل الصالح، فقال له موضحا نوع العمل وقدره وثمنه، ومنها ألا يكلف رب العمل من استعمله فوق طاقته، حيث قال الله سبحانه وتعالي ” لا يكلف الله نفسا إلا وسعها” فإذا كان هذا في حق الله، وهو المالك لجميع خلقه وكلهم تحت أمره ويعيشون برحمته وفضله فكيف برب العمل الذي لا يملك شيئا لولا إكرام الله له بهذا المال الذي سيحاسبه عليه ويسأله عنه، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم مذكرا لأرباب الأعمال وواعظا لهم “إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم” رواه البخاري ومسلم.

وبعضنا فعل الخير في حياته كالخيط الرفيع لا يكاد يُرى ولا يقوى، ولا يكاد يسمن ولا يضحى، فهو ضعيف شحيح قليل، فلا يمكن أن تربط به ما يثبتولا أن تجرّ به ما يثقل، فلو نظر نظرة العاقل في سيرته اليومية لوجدها حزينة قاتمة، بالكاد يسطر له ملائكة اليمين باليوم سطرا أو سطرين من فعل الخيرات، في حين يسطر له ملائكة الشمال في اليوم ثلاثا وعشرين صفحة من فعل السيئات، وبعضنا كأهل الأعراف، لا يفعل الخيرات ولا يفعل السيئات، فخيراته قليلة، وأوقاته الضائعة في المباحات كثيرة، ولكنه خسر وفاتته حسنات ورحمات عديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى