مقال

أسباب إجابة الدعاء

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن أسباب إجابة الدعاء
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد الله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، أشهد ألا إله إلا الله الحليم الكريم، رب السموات السبع ورب الأرض رب العرش العظيم، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وخلفائه وأتباعه إلى يوم الدين، أما بعد، إن تطور الإسلام الذي تتشوف بعض أعناق الغربيين إلى رؤيته، هو في جوهره مسخ لتعاليم الإسلام، وهدم لثوابته، وزعزعة لأُسسه، فالإسلام في نظرهم لا يغدو متطورا إلا إذا سمح بالمعاملات الربوية، وإلا إذا غض الطرف عن التصرفات الإباحية، وإلا إذا أيد التبرج والسفور، وإلا إذا بارك العولمة، وإلا إذا دخل في سلك النظام العالمي الجديد، وإلا إذا عانق الحداثة والعصرنة، وإلا إذا ركبت عقيدته مع العقائد الأخرى تركيبا مزجيا.

وإلا إذا تلبست أفكاره بأفكار الملاحدة والزنادقة، تلبسا لا فكاك له، وهذا هو التطور المراد إدخاله في جسد الإسلام، ودنيا المسلمين، وإن البحث عن الحلال هو سبب من أسباب إجابة الدعاء فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال “يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم” وقال “يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم” ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ” رواه مسلم، ومعنا الوقفة مع الصحاب الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه فتقدر ثروته.

بمليوني درهم، ومائتي ألف درهم، ومن الذهب مائتي ألف دينار وكان دخله اليومي ألف درهم وزيادة، وكان من سخائه أنه سأله رجل أن يعطيه بما بينه وبينه من الرحم، فأعطاه أرضا قيمتها ثلاثمائة ألف درهم، وقيل أكثر من ذلك وكان لا يدع أحدا من بني قرابته القريبة والبعيدة إلا كفاه حاجته وقضى دينه وقيل في تقدير ثروته أكثر من ذلك، ففي طبقات ابن سعد بسند فيه الواقدي قال قتل طلحة وفي يد خازنه ألفا ألف درهم، ومائتا ألف درهم وقومت أصوله وعقاره بثلاثين ألف درهم، أي ثلاثمائة مليون درهم، وقال الذهبي تعليقا على ذلك أعجب ما مر بي قول ابن الجوزي في كلام له على حديث، قال وقد خلف طلحة ثلاثمائة حمل من الذهب، وكما لنا الوقفة مع الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه.

فقد بلغت ثروته من قيمة العقار الذي ورّثه خمسين مليونا، ومائتي ألف، حيث جاء في صحيح البخاري أن الزبير رضي الله عنه قتل ولم يدع دينارا ولا درهما إلا أرضين، منها الغابة وكان الزبير اشتراها بسبعين ومائة ألف، فباعها ابنه عبد الله بعد وفاته بألف ألف وستمائة ألف، أي باعها بمليون وستمائة ألف، وإحدى عشرة دارا في المدينة، ودارين في البصرة، ودارا في الكوفة، ودارا في مصر، وكان للزبير أربع نسوة، ورفع الثلث أوصى به لأولاد ابنه عبد الله فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف، فجميع ما له خمسون ألف ألف، ومائتا ألف، ومن حرصه رضي الله عنه على إعادة الديون إلى أصحابها أنه وقف يوم الجمل، فدعا ابنه عبد الله، وقال يا بني إن من أكبر همي لديني، أفترى يبقي ديننا من مالنا شيئا؟

فقال يا بني بع مالنا، فاقض ديني، فإن فضل من مالنا فضل بعد قضاء الدين، فثلثه لولدك، وكان دينه الذي عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه، فيقول الزبير لا، ولكنه سلف، فإني أخشى عليه الضيعة، فبارك الله في عقاره الذي ورثه بسلامة نيته، وصدق أمانته، وتم بيعه بملايين الدراهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى