محافظات

التصديق بما أخبر به رسول الله

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن التصديق بما أخبر به رسول الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد إن المتتبع لنصوص القرآن العظيم وأحاديث رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم يجد خطابا واضحا شافيا، وبيانا ساطعا وافيا، أن الإنسان مسؤول عن الرقي بمستواه، والسعي لما فيه سعادته في دنياه وأخراه، وأنه سيحاسب على ذلك حسابا لا يظلم فيه، ولتحقيق هذه السعادة وهبه الله تعالى من القدرات والملكات ما يجعله قادرا على منافسة غيره، والظفر بمثل مستواه وخيره، فالمسلم الحق إذا واجهته صعوبة في حياته واجهها بما وهبه الله من طاقاته وقدراته، لا ينتظر معونة من مخلوق مثله.

قد رباه الإسلام على التشمير عن ساعد الجد، متعففا عما في أيدي الآخرين، بل يسعى ويطلب التوفيق من رب العالمين، فإذا كان هذا الشأن فيمن لا يستطيعون ضربا في الأرض، فكيف بمن أجسادهم تفور قوة وشبابا؟ على أن القوة وحدها لا تكفي لتحقيق الهدف، بل لا بد لها من حسن تدبير، يضع في الحسبان ظروف الزمان والمكان، وهو ما كان سلف هذه الأمة يواجهون به الأزمات ويتغلبون به على الصعوبات، فهم يحسبون للأمور حسابها المناسب، ويستغلون الظروف لتحقيق أعلى المكاسب، بعيدا عن الشكاية العقيمة والضيق والانفعالات السقيمة، لا يبطرهم الغنى، ولا يجزعهم الفقر، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “قد أفلح من أسلم ورُزق كفافا وقنّعه الله بما آتاه”

واعلموا يرحمكم الله أنه لكي يحقق الإنسان شهادة أن محمدا رسول الله كما يريد الله ورسوله لابد له من أن يستوفي شروطها التي حددها علماء الإسلام في سبعة شروط، فالشرط الأول، وهو العلم بسنة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتم إلا بمعرفة سنته صلى الله عليه وسلم، حيث قال صلى الله عليه وسلم “عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين من بعدي” وقال صلى الله عليه وسلم أيضا”طلب العلم فريضة على كل مسلم” ومن أوجب العلم تعلم سنته صلى الله عليه وسلم، وأما عن الشرط الثاني، وهو محبته صلى الله عليه وسلم، وتعني أن يكون الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أحب للمسلم من نفسه وولده، فقال صلى الله عليه وسلم “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده والناس أجمعين”

وأما عن الشرط الثالث، وهو التصديق بما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كل ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، يُعدّ وحيا من الله، لذا وجب تصديقه سواء كان خبرا ماضيا كقَصص الأنبياء والصالحين، أو خبرا حاضرا كأحوال الملائكة والجن، أو خبرا مستقبلا كعلامات الساعة وأحوال أهل الجنة والنار، حيث قال الله تعالى “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسولة”أي صدقوه فيما قال، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي النبي الكريم أقول ما قرأتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم، هذا وصلوا وسلموا على محمد بن عبد الله نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى