مقال

الإخلال بأمن البلاد والعباد

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإخلال بأمن البلاد والعباد
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 15 ديسمبر

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان، ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد لأن الناس ليسوا سواء، فمن الناس الوفي ومنهم الغادر، ومنهم الطيب ومنهم الخبيث، ومنهم الصالح ومنهم الطالح، إن من النفوس نفوسا تبلغ في خستها أنها لا تنتقم إلا ممن يحسن إليها ويتفضل، يذكر لنا من سبقنا علما وفضلا في حادثة جرت أن رجلا ارتكب جرما، فأوى إلى بيت كرام فآووه، ورب الدار يطعمه ويسقيه ويكرمه في بيته شهورا طويلة حتى هدأت العيون وسكت الناس عن طلبه، بعد هذا يقوم الجاني فيقتل رب الدار.

فيقتل رب الدار الذي أحسن إليه، يسأله الناس بعد ذلك لم فعلت هذا؟ فقد أحسن إليك كل الإحسان، فيقول لهم إني كلما نظرت إليه تذكرت إحسانه علي، فيضيق صدري، فأردت أن أقتله حتى أستريح، قهذه نفوس كنفوس الوحش من الحيوان، وذكر أن امرأة رأت جرو ذئب فكانت ترضعه من شاة عندها، لما كبر الذئب قام إلى الشاة فقتلها وأكلها وهرب، عادت العجوز تقول بقرت شويهتي وفجعت قلبي وكنت لها ابن ربيب، غذيت بدرها وعشت معها فمن أدراك أن أباك ذيب، إذا كان الطباع طباع ذئب فلا أدب يفيد ولا أديب، ألا إنه من حذر فقد اتقى، ومن اتقى فقد نجا، ومن غيب الحذر عن فكره لم يبصر مواضع خطى قدميه فوقع من حيث لا يبصر، واعلموا يرحمكم الله إن المحافظة على الأمن والاستقرار في مجتمعنا.

هو عبادة نتقرب بها إلى الله عز وجل، وهي مسئولية الجميع، فلا بد من تكاتف الجهود في هذا المجال للتصدي لمن يحاول الإخلال بأمن البلاد والعباد، والوقوف أمام كل دعوة تهدد الأمن، وتزعزع الاستقرار، فلا هناء في عيش بلا أمن، ولا سعادة في مال بلا استقرار، وإن الله عز وجل قد أنعم على العباد بنعم كثيرة وافرة، وأوجب عليهم واجبات متعددة، فمن ذلك أمنهم الذي يجب أن يحفظوه، ويعملوا على استدامته وبقائه، وعدم انتهاك ما يخل به، ويذهب آثاره المحمودة، وإذا اختل الأمن تبدل الحال، ولم يهنأ أحد براحة بال، فيلحق الناس الفزع في عبادتهم، فتهجر المساجد، ويمنع المسلم من إظهار شعائر دينه، وتعاق سبل الدعوة، وينضب وصول الخير إلى الآخرين، وينقطع تحصيل العلم وملازمة العلماء.

ولا توصل الأرحام، ويئن المريض فلا دواء ولا طبيب، وتختل المعايش، وتهجر الديار، وتفارق الأوطان، وتتفرق الأسر، وتنقض عهود ومواثيق، وتبور التجارة، ويتعسر طلب الرزق، وتتبدل طباع الخلق، فيظهر الكذب، ويلقى الشح، ويبادر إلى تصديق الخبر المخوف وتكذيب خبر الأمن، وباختلال الأمن تقتل نفوس بريئة، وترمّل نساء، ويُيتم أطفال، فإذا سلبت نعمة الأمن فشا الجهل، وشاع الظلم، وسلبت الممتلكات، وإذا حل الخوف أذيق المجتمع لباس الفقر والجوع، فاللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات، ربنا اجعلنا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات وادخلنا برحمتك الجنات، ربنا ثبتنا على الحق ووفقنا لكل خير واصرف عنا كل شر، ربنا نسألك العفو والعافية لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات، ربنا اغفر وارحم وأنت خير الراحمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى