مقال

الشريعة والمعرفة العلمية والإيمانية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الشريعة والمعرفة العلمية والإيمانية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 24 ديسمبر

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله، كتب على خلقه الموت والفناء، وتفرد سبحانه بالحياة والبقاء، الكل يفنى ويموت، وسبحانه يحيي ويميت، وهو الحي الذي لا يموت، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلقنا وكتب علينا الموت وجعله سبيلا للقائه، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه وآل بيته الكرام، ومن سار على نهجه واهتدى بهديه إلى يوم الدين ثم أما بعد، لقد ذكر الله تعالي في كتابه الإيمان بالأصول الخمسة في مواضع، كقوله تعالى كما جاء في سورة البقرة “آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله” وقوله تعالى كما جاء في سورة البقرة ” ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين”

وكما قال تعالى كما جاء في سورة البقرة “الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون” وإن الإيمان بالرسل يلزم منه الإيمان بجميع ما أخبروا به من الملائكة والأنبياء والكتاب والبعث والقدر وغير ذلك من تفاصيل ما أخبروا به من صفات الله تعالي وصفات اليوم الآخر كالميزان والصراط والجنة والنار، وقد أدخل في الإيمان الإيمان بالقدر خيره وشره ولأجل هذه الكلمة روى ابن عمر هذا الحديث محتجا به على من أنكر القدر، وزعم أن الأمر أنف يعني أنه مستأنف لم يسبق به سابق قدر من الله عز وجل وقد غلظ ابن عمر عليهم وتبرأ منهم وأخبر أنه لا تقبل منهم أعمالهم بدون الإيمان بالقدر، واعلموا يرحمكم الله أن الشريعة الإسلامية تعالج نوعي المعرفة.

سواء العلمية والإيمانية، وينعكس ذلك في اتخاذ الإسلام وتعاليمه منهجا للحياة التي تخضع لقوانين وسنن طبيعية سخرها الله تعالي لخلقه وبذلك تتمايز الحضارة الإسلامية في جمعها بين البعدين المادي والروحي في منظومة حضارية واحدة، ويعيش الإنسان فى هذه الحياه يعمل ويلهو ويمرح ولا يستفاد من كل ذلك طيلة حياتة إلا بالأعمال الصالحات، لأن بعد الموت ما هو إلا حسنات وسيئات، ومن كثرت حسناته نجا ومن زادت سيئاته فحاله في الآخرة عسير، فقدموا لأنفسكم خيرا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم موضحا لنا جميعا ومعلما ” دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء وهي الحالقه، أما إني لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا ناصحا وهاديا.

” ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة، قالوا بلي، قال ” صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقه، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين” وإن من هجرة أخاه سنه فهو كسفك دمه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا” وإن من حقق النظر تبين أن أهم الأسباب لإضطراب الأمن وكثرة الجرائم هي اللدد أي هي الشدة والعنف في الخصومات وإندفاع المتخاصمين في التنازع والشقاق، والمشاكل تحدث بين الزوج والزوجة وبين الجار وجاره، بين الأب والأبناء، بين الأخ وأخيه، وبين أفراد العائلة الواحدة، وبين أفراد المجتمع بشتى مواقع عملهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى