مقال

علم النفس و تطوير الذات

جريدة الأضواء

كتبت دعاء نور
[[علم النفس و تطوير الذات]]
[[العقد_النفسية]] -{{من أين تأتي}}
كثيراً ما يتم وصف بعض الأشخاص من حولنا بكونهم أشخاص معقدين نفسياً و ذلك نظراً لبعض التصرفات التي يقوم بها أو وجود بعض المتناقضات في حياته، فما هو التعريف الحقيقي للعقدة النفسية و من أين تأتي وتتشكل هذه العقد
-[تعريف العقدة النفسية]
تعرف العقدة النفسية بأنها فكرة أو مجموعة من الأفكار المترابطة والتي يكبتها الانسان جزئيا أو كلياً ، وتكون هذه الأفكار مترابطة بانفعال معين ، كما أنها تكون في صراع مع مجموعة من الأفكار الأخرى المقبولة من جانب الفرد ، وتوصف بكونها استعداد لاشعوري لا ينتبه الفرد الى وجودها ولايعرف منشأها أو أصلها ويكون كل ما يشعر به هو آثار هذه العقدة في سلوكه وشعوره وجسمه ، ومن هذه الآثار القلق الذي يغشاه أو الشكوك التي تنتابه واضطرابات جسمية نفسية المنشأ والأشخاص الذين يشعرون بوجود عقدة ما لديهم فذلك نتيجة لما يقوله الناس عنهم.
[[لعوامل التي تؤدي إلى ظهور العقد]]
1/الخوف من فئة معينة من الأشخاص
وعادة ما تنشأ هذه العقدة عند الأطفال عندما يقوم أهلهم بتهديدهم أو تخويفهم من أمر معين أو فئة معينة من الناس كالطبيب والشرطي أو المدرس ، و ذلك رغبةً من الأهل في أن يهدأ الطفل ويكف عن سلوك معين أو عن الالحاح عن طلب معين أو للتوقف عن البكاء والصراخ ، قد تتكون لديه هذه العقدة النفسية و التي تحمله على الاستمرار في الشعور بالخوف من جميع الأشخاص الذين كان يهدد بهم ومهما كبر واحتل مناصب مرموقة.
2/صدمة_انفعالية
واحدة أو من خبرات مؤلمة متكررة عند الإنسان ، فمثلاً إذا شاهد الشخص في طفولته كلبا يهاجمه فجأة أو ينبح بصوت مرتفع فإنه قد يصاب بعقدة نفسية من الكلاب أو حتى من الممكن أن تتطور العقدة إلى الخوف من جميع الحيوانات و حتى بعد أن يكبر فإن الخوف سيستولي عليه من مجرد رؤية كلب أو قطة أو فأر ، و مما يجدر ذكره أن ما يظهره الشخص من خوف في تلك الأحيان لا يكون إرادياً.
3-/الحرمان
من حاجة معينة خلال الطفولة والاسلوب القاسي في التربية ، فعند قيام الآباء بتخويف أبنائهم أو إشعار الطفل بالذنب وأن كل مايفعله خاطئ تخلق في نفس الطفل مشاعر سلبية بالنقص والذنب والقلق والغيرة ، وتنشأ عنده بعض العواطف الهدامة كالكراهية والحقد وهي مشاعر وعواطف ثقيلة على النفس ينشأ عنها بعد أن تكبت عقدة أو عدة عقد بعد أن يكبر هذا الطفل ويصبح من الصعب التخلص منها.
[[دلالات وجود العقدة النفسية]]
يمتلك كلّ سلوك نفسيّ مجموعةً من المميّزات والخصائص ، ويتميّزُ السلوك النفسيّ المعقد بوجود دلالات تدلُّ على وجوده عند الشخص ، وتُمثّل هذه الدلالات ميزتين أساسيتين ، وهما
1/ سلوك مبالغ فيه وزائد عن الحدّ
وهو ظهور السلوك المعقد من العدم دون وجود أي مثير أو تفصيلات بسيطة ، وينتج عن ذلك ردود فعل حادة ومبالغ فيها وتهويل للمواقف الّتي لا تحتاج للتهويل ، كما تظهر مجموعة من ردود الأفعال التعويضيّة للعُقدةِ الّتي يُعاني منها الفرد.
2/سلوك تافه ومتكرّر وذاتي
هو ظهور السلوك المُعقد مع وجود تغيّرٍ في ردود الأفعال وفقاً للمواقف والمناسبات ، فيظهر الخجل من الجانب النفسيّ مع تزامن ظهور الذاتيّة بجميع حدودها ، أمّا الفرد الذي يعاني من عقدة الاستعلاء تبقى الآلية السلوكيّة لردود الأفعال الخاصة به ثابتة وتؤدي الدور نفسه ، ويظهر هذا في حال التركيز على المحتوى الحسي المتغيّر.
-[[كيف تتخلص من العقدة النفسية]]
📚 درس علم النَّفس التاريخ النمائي الخاص بالفرد والذي يُحدّد الأسباب الممكنة والمسببة لبعضِ الاتّجاهات الخاطئة، والتي تعزّز من فهم القناعات والخيارات غير السليمة ، فأوجد الكثير من الطُرقِ والأساليب العلاجيّة التي تساعد الفرد على التخلصِ من العُقدِ النفسيّة التي يعاني منها بغض النظر عن نوعيتها، ومن الممكن أن يُطبقَ الفرد هذه الأساليب على نفسه أو قد يحتاج إلى الأخصائيين والمرشدين المختصين في مجالات العلاج النفسي، وفيما يأتي مجموعة من أبرز هذه الطُرق
1/استدعاء الإرادة :
هي دعم الفرد لنفسه في حلّ المشكلة التي يواجهها ؛ من خلال استخدام طرق واستراتيجيّات السيطرة على الانفعالات والعادات السيئة وعدم الاستسلام لها وتركها تسيطر عليه.
2/ إبراز التلقائية والعفوية
هي طريقة تعمل على تحفيز المشاعر التي تعتمد على تقبل النّفس كما هي ، والابتعاد عن الدخولِ في الصراعات الداخلية معها ، بالإضافةِ إلى التدرّبِ على الاسترخاء وتناول المواقف المختلفة كما هي دون الخوض والمبالغة في تفسيراتها ، وترك العنان للذات حتّى تتحرك وتتفاعل دون قيود وهمية.
3/مهاجمة الالتواءات السلوكيّة المعقدة :
هي دور المرشد أو المختص في الإثبات المباشر لعدمِ منطقيّة ومعقولية الالتواءات السلوكية التي تؤدي إلى غرس السلوك المعقد ، وذلك عن طريق تفسير الجوانب التافهة والمبالغ فيها في ردود الفعل ، ونفي الحقائق المغروسة في مخيلة الإنسان، وقد يتمكّن الفرد من استخدام هذا الأسلوب مع نفسه في أوقات غياب نماذج المواقف التي تثير السلوك النفسيّ المُعقد الذي يعاني منه.
4/الابتعاد عن ظهور النّفس بصورة مختلفة
هي بقاء الفرد على صورته الأصيلة ، والابتعاد عن الظهور بصورةٍ مغايرة عن كينونته الأصلية ، والحرص على التزام الصدق مع الذات في كافة المجالات الحياتية.
5/منح الفرصة للنّفس حتّى تعيش المراحل العمرية
أي محافظة الفرد على النسق التدريجيّ لعملية النضج ، والابتعاد عن السعي للتّقدمِ بشكلٍ سريع في عيش مراحله العمرية.
6/الابتعاد عن الخجل
هو اهتمام الفرد ببناء العلاقات الاجتماعية والتعرّف على أشخاص جُدّدٍ في بيئات جديدة بشكلٍ مستمر ، والبحث عن الأصدقاء المحبين والأشخاص الذين يبادلون الاحترام مع من حولهم ، بمعنى الاهتمام بالمحافظة على العلاقات الاجتماعيّة البنّاءة والسليمة.
7/العلاج الجماعي أو الاجتماعي
هو العلاج المعتمد على اجتماع مجموعة من الأفراد في الجلسة العلاجيّة الواحدة؛ بحيث يكون أفراد هذه المجموعة مشتركون بالمعاناةِ من عقدة نفسية تتشابه بينهم ، وتكون جلسات العلاج الجماعيّة مضبوطة من قبل المرشد بشكلٍ منظّم ؛ ممّا يسهل على الفرد عملية تدرجه في فهم ذاته وإدراكه للمشاكل التي يعاني منها الأشخاص الآخرون ، فتظهر للفرد الصورة العامة لمشاكله الذاتية والعقدية، بالإضافةِ إلى فتح مجال التفاعل الاجتماعي واتساع دائرة العلاقات الاجتماعيّة.
8/الاعتزاز بالذات :
هي محاولة الفرد تحقيق عدّة إنجازات وأعمال تساعده على الاعتزاز بذاته وإحساسه بقدرته على الإنجاز.
10/ الجلوس مع الذات بصدق
هي بحث الفرد عن حقيقةِ نفسه حتّى تتسنى له معرفة من يكون وماذا يشعر، فيتمكّن من الوصول إلى مرحلةٍ أفضل من فهم ذاته وتحديد هويته الشخصيّة والذاتيّة ومعرفة قدراته الفردية ، وتحديد الإنجازات التي حقّقها.
ومن الواجب على الفردِ الحفاظ على ثقته بنفسه واعتداده بذاته وإيمانه بها.
مع خالص احترامي وتقديري لكم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى