مقال

البحث عن العمل

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن البحث عن العمل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 30 ديسمبر

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، سبحانه وتعالى ولى الصالحين، وناصر ومؤيد المؤمنين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صلي وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم أما بعد إن البحث عن العمل وطلب المال الحلال، والسعي على الأهل والعيال مما حث عليه الإسلام، قيل يا رسول الله أي الكسب أطيب؟ قال ” عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور” رواه أحمد، وقال صلى الله عليه وسلم ” لأن يأخذ أحدكم أحبله فيأتي الجبل، فيجيء بحزمة من حطب على ظهر، فيبيعها فيستغني بثمنها، خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه ” رواه أحمد.

وروى كعب بن عجرة رضي الله عنه قال مر رجل على النبي صلى الله عليه وسلم، فرأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلده ونشاطه ما رأوا، فقالوا يا رسول الله لو كان هذا في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيلِ الله وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان” رواه الطبراني، ولما كان العمل وطلب العيش والكسب من ضروريات الحياة ولوازمها هيأ الله للناس من الأسباب ما تقوم به حياتهم وما فيه مصدر عيشهم فيقول تعالي كما جاء في سورة إبراهيم.

” الله الذي خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار” ولقد أعلى الإسلام من شأن العمل والكسب، ورتب عليهما الثواب والأجر، ومما يؤكد ذلك هو كثرة الاقتران بين العبادة والعمل في نصوص القرآن الكريم ومن ذلك قوله تعالى كما جاء في سورة البقرة ” ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين” ويقول ابن عباس رضي الله عنهما ” كانوا يتقون البيوع والتجارة في المواسم والحج، يقولون أيام ذكر.

فأنزل الله تعالي ” ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم” بل قرن المولى سبحانه في كتابه بين المجاهدين في سبيله والذين يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله فقال تعالي كما جاء في سورة المزمل ” وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقتلون في سبيل الله ” فاللهم انصر إخواننا المستضعفين، اللهم انصر إخواننا المستضعفين في فلسطين وسائر الأرض يا رب العالمين، اللهم كن معهم، اللهم أبرئ جريحهم، واشف مريضهم، وحمل حافيهم، وآو طريدهم وشريدهم، وارحم ميتهم، اللهم إنك تعلم ما يلاقون وأنت القوي، وأنت على كل شيء قدير فانصرهم، وسدد رميهم وثبت أقدامهم، وأعنهم ولا تعن عليهم، اللهم ابطش بالظالمين، واقصم ظهور الجبارين، اللهم إنا نسألك يوما قريبا تأتنا به بالفرج يا رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى