مقال

أعرف الناس بالله أشدهم تعظيما وإجلالا له

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن أعرف الناس بالله أشدهم تعظيما وإجلالا له
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم الثلاثاء الموافق 2 يناير 2024

الحمد لله الرحيم الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدي والفرقان، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله سيد ولد عدنان، صلى عليه الله وملائكته والمؤمنون وعلى آله وأزواجه وخلفائه وجميع أصحابه ومن تبعهم بإحسان، ثم أما بعد إن الله سبحانه وتعالى هو الكريم العظيم الذي هو أكبر من كل شيء، وأعظم من كل شيء، أجلّ وأعلى، هو وحده الخالق لهذا العالم، لا يقع شيء في الكون من حركة أو سكون أو رفعٍ أو خفض أو عز أو ذل، أو عطاء أو منع، إلا بإذنه سبحانه، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، لا يمانع ولا يغالب، ولما قال الأعرابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ” فإنا نستشفع بك على الله، ونستشفع بالله عليك”

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ويحك أتدري ما تقول؟” وسبّح رسول الله صلى الله عليه وسلم فما زال يسبح حتى عُرف ذلك في وجوه أصحابه ثم قال “ويحك، أنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك” وعلى قدر المعرفة يكون تعظيم الرب سبحانه وتعالى في القلب، وأعرف الناس به أشدهم لله تعظيما وإجلالا، تأمل آيات الله وإعجازه في الكون في كتاب مقروء، وصفحات مشرقة منظورة، ليمتلئ قلبك إجلالا وعظمة لله سبحانه تجد أمامك نافذة واسعة سعة الكون كله، إعجاز باهر، وآيات كريمة قد كتبت بحروف كبيرة واضحة على صفحات الكون كله، فانظر إلى الشمس والقمر يدوران، والليل والنهار يتقلبان بل انظر إلى تكوين نفسك، وتركيب جسمك.

من ذا الذي جعله بهذا التركيب وهذا النظام العجيب، وفكر في النبات والشجر والفاكهة والثمر، وفي البحر والنهر، إذا طاف عقلك في الكائنات ونظرك في الأرض والسموات رأيت على صفحاتها قدرة الله وامتلأ قلبك بالإيمان بالله، وانطلق لسانك بلا إله إلا الله، وخضعت مشاعرك لسلطان الله، فماذا نفعل لو لم تطلع الشمس؟ وماذا نفعل إذا غاب القمر ولم يظهر؟ وكيف نعيش، وكيف نزرع، وكيف نأكل وكيف نتعلم ونعلم غيرنا؟ فإن من تفكر في ذلك خاف الله تعالى لا محالة لأن الفكر يوقعه على صفات جلال الله وكبريائه، فهو سبحانه العزيز الكريم المتعال، الواحد القهار، وهو سبحانه القهار الذي قهر كل شيء وغلبه، والذي لا يطاق انتقامه، مذل الجبابرة قاسم ظهور الملوك والأكاسرة، وهو سبحانه القوي الذي تتصاغر كل قوة أمام قوته، ويتضاءل كل عظيم أمام ذكر عظمته.

ولأجل شهود صفات عظمته سبحانه وجلت قلوب المؤمنين لمجرد ذكره تعالى، وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال “جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله فقال يا محمد إنا نجد أن الله يجعل السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع، فيقول أنا الملك، فضحك النبي حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ” وما قدروا الله حق قدرة والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالي عما يشركون ” ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بيده ويحركها، يقبل بها ويدبر، يمجد الرب نفسه أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا الملك أنا العزيز، أنا الكريم، فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى قلنا ليخرن به”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى