مقال

العمل هو أساس الحياة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن العمل هو أساس الحياة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم الثلاثاء الموافق 2 يناير 2024

الحمد لله أنشأ الكون من عدم وعلى العرش استوى، أرسل الرسل وأنزل الكتب تبيانا لطريق النجاة والهدى، أحمده جل شأنه وأشكره على نعم لا حصر لها ولا منتهى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يرتجى، ولا ند له يبتغى، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله الحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على النهج واقتفى، ثم أما بعد فيا أيها الإخوة المؤمنون نعيش في هذه الأيام زوبعة رأس السنة الميلادية، وأنا أقول لكم في مطلع السنة الجديدة، كل عام ونحن نشهد أن لا إله إلا الله، وأن سيدنا محمدا عليه الصلاة والسلام رسول الله، وأن سيدنا عيسى عليه السلام رسول الله وروح منه، وكل عام ونحن نشهد أن ولادة سيدنا عيسى عليه السلام كانت بمعجزة دون الأب.

وكل عام ونحن نشهد أنه لا إله إلا الله، وكل عام ونحن نشهد أن ما يقوم به الصليبيون ليلة رأس السنة، ويقتفي أثرهم المغفلون من المسلمين من الحفالات والغفلات، ومن العري والعار، ومن الخمور والشنار، ومن الفسق والفساد سيدنا عيسى عليه السلام منه براء، براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام، وبراءة أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها من الإفك المبين، فكل عام ونحن لا شأن لنا بكل هذا، كل عام ونحن لنا دين الإسلام كاملا نعتز به، كل عام ونحن لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة نقتدي به، وكل عام ونحن نشهد أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول “من تشبه بقوم فهو منهم” وأنه صلى الله عليه وسلم يقول “ليس منا من تشبه بغيرنا” وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.

“لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن أساءوا أسأنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسنوا أن تحسنوا، وإن أساءوا أن لا تظلموا” ولقد حث الإسلام على العمل لأن العمل هو أساس الحياة التي نعيشها ونحياها، فهو المصدر الرئيسي للرزق والقوت الذي يرتجيه كل إنسان على وجه الأرض، وكما حث على العمل حث على أدائه بإتقان، فقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلام يسلخ شاة، فقال له “تنح حتى أريك، فإني لا أراك تحسن تسلخ” فأدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده بين الجلد واللحم فدحس بها أي مدّها حتى توارت على الإبط، وقال صلى الله عليه وسلم “يا غلام هكذا فاسلخ” ثم مضى، فلم يستكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقف مع الغلام ويساعده في عمله ويسهّل له ما شق عليه.

ويعلمه ما خفي عليه من إتقان السلخ، وهذا موقف آخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فعن عاصم بن كليب عن أبيه قال شهدت مع أبي جنازة وشهدها رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنا غلام أعقل وأفهم، فانتهي بالجنازة إلي القبر ولم يمكن لها، قال فجعل رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ” سووا لحد هذا” حتي ظن الناس أنه سنة، فألتفت إليهم فقال “أما إن هذا لا ينفع الميت ولا يضره ولكن الله يحب من العامل إذا عمل أن يحسن” وفي لفظ ” ولكن أن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه” رواه البيهقي في شعب الإيمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى