اخبار عربية

خرق أمني اسرائيلى لمنظمة حزب الله الأمنية

جريدة الأضواء

خرق أمني اسرائيلى لمنظمة حزب الله الأمنية

كتب حاتم الورداني علام

تصاعدت مؤخرا وتيرة المواجهات بين حزب الله وإسرائيل، على خلفية حرب غزة ودور الحزب “المساند” للفصائل الفلسطينية هناك. فمن القصف المدفعي المتبادل إلى الغارات الجوية التي نفذتها إسرائيل على مناطق واسعة جنوب لبنان، وصل بعضها إلى شمال نهر الليطاني (المرة الأولى منذ حرب عام 2006)، عاد سلاح الاغتيالات ليكون ضمن الخيارات التي يعتمدها الجيش الإسرائيلي ضد الحزب اللبناني وحلفائه.

قامت إسرائيل باستهداف عدد من الشخصيات، وصفها مراقبون بالأساسية والمحورية في عمل حزب الله الميداني، ليس فقط في لبنان بل في سوريا أيضا. ففي الـ26 من كانون الأول/ديسمبر الماضي، اغتالت إسرائيل القيادي في الحرس الثوري الإيراني رضى موسوي في دمشق. ومطلع العام الجاري، اغتالت الرجل الثاني في حركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب ومقر قياداته. ثم قامت مطلع الأسبوع الجاري باغتيال وسام طويل في بلدته الجنوبية خربة سلم، القيادي البارز في القوات الخاصة للحزب (وحدة الرضوان).

خطاب الأمين العام لحزب الله بعد اغتيال صالح العاروري.. رسائل سياسية متعددة الوجهات ولهجة دون توقعات الجمهور

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، استهدف الطيران الإسرائيلي سيارة تقل القيادي في كتائب القسام خليل الخراز في منطقة الشعيتية في قضاء صور، إحدى معاقل الحزب الرئيسية أيضا.

ونادرا ما تعترف إسرائيل بتنفيذ عمليات اغتيال، خاصة لمسؤولين كبار أو بارزين، كما حصل مع اغتيال العاروري الذي لم تتبناه حتى الآن. لكن وفقا للصحافي الإسرائيلي الاستقصائي الإسرائيلي روين بيرغمان، في كتابه “انهض واقتل أولا”، نفذت إسرائيل منذ الحرب العالمية الثانية أكثر من 2700 عملية اغتيال حول العالم.

يذكر أن إسرائيل سبق وهددت، على لسان رئيس وزرائها، باغتيال قيادات حماس، سواء في غزة أو الضفة أو الخارج. وكان نتنياهو قد توعد شخصيا باغتيال العاروري بعد هجوم حماس على بلدات غلاف غزة. ووصلت التهديدات الإسرائيلية ضد حزب الله ذروتها مع تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي في حينه، إيلي كوهين، عقب اغتيال رضى موسوي بأنه “على الأمين العام لحزب الله أن يفهم أنه التالي”.

تغيير في قواعد الاشتباك
المحلل العسكري في صحيفة “معاريف” طال ليف رام، اعتبر اليوم الأربعاء 10 كانون الثاني/يناير، أن اغتيال إسرائيل لقياديين في حزب الله يعبر عن “تغيير جوهري في سياسة ممارسة القوة الإسرائيلية في الجبهة الشمالية”.

وقال إن اغتيال قيادات الحزب، إلى جانب اغتيال صالح العاروري، يقود إلى استنتاج مفاده أن “إسرائيل، لأسباب ومصالح عديدة، لا تزال غير معنية بحرب بكامل القوة. لكن إسرائيل وبسبب استمرار الوضع غير المسبوق بإجلاء عشرات آلاف السكان عن بلدات الشمال، الذين تحولوا إلى لاجئين، فإنها مستعدة الآن لتحمل مخاطر أكثر”.

خلال البحث في تفاصيل القضية، يبرز إلى الواجهة تحليلات المتابعين للأوضاع على الساحة اللبنانية، الذين اعتبروا أن تسلسل الأحداث يشير بشكل واضح إلى اختراق أمني إسرائيل للخطوط الخلفية لحزب الله.

في خطابه الذي تلا عملية اغتيال صالح العاروري، تحدث حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، عن خرق كبير وخطير للضاحية الجنوبية لبيروت، مشيرا إلى أنه (الخرق) “لا يمكن أن يمر ولن يكون بلا رد وبلا عقاب والقرار هو للميدان”.

حماس تصفه بمهندس “طوفان الأقصى” وإسرائيل تعتبره “عراب العلاقات مع حزب الله وإيران”.. من هو صالح العاروري؟

التصريح كشف أن الحزب يعي خطورة الموقف، وأنه بصدد اتخاذ إجراءات أمنية لمواجهة الخروق المتكررة، فالاغتيالات المشابهة غالبا ما تكون معتمدة على كم كبير من المعلومات والمعطيات المستقاة من عمليات الرصد والمراقبة واختراق أنظمة الاتصالات والشبكة العنكبوتية.

وربما تأتي إجراءات الحزب الأخيرة، التي تحدث عنها عدد من الشهود المقيمين في مناطق تقع تحت نفوذه، ضمن هذا الإطار. فعقب اغتيال العاروري، تم توقيف عدد من الأشخاص من الأجهزة الأمنية للحزب، كما كثر الحديث عن إعادة النظر في الإجراءات والسياسات الأمنية التي يتبعها الحزب.

مراقبة الاتصالات الأرضية وتجنيد جواسيس
أواخر كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، أفاد سكان بلدات حدودية لبنانية أن حزب الله طلب منهم إيقاف كاميرات المراقبة الخاصة بمنازلهم أو متاجرهم، بعدما سعت إسرائيل إلى اختراقها لمراقبة تحرك عناصره في المناطق المعنية.

كما تحدث متخصصون في مجال الاتصالات أن الجيش الإسرائيلي يقوم أيضا بمراقبة الاتصالات الهاتفية الأرضية في مناطق المواجهات، ما يؤكد فرضية مراقبة هاتف المنزل الذي قصف نهاية العام الماضي وقتل بداخله نجل النائب عن كتلة الحزب في البرلمان اللبناني محمد رعد.

وكانت الأجهزة الأمنية اللبنانية قد حذرت مرارا خلال السنوات الأخيرة من محاولة إسرائيل تجنيد عملاء في الداخل اللبناني، بحجج مختلفة، مستخدمة إغراءات مالية كبيرة ومستغلة الأزمة الاقتصادية الحادة التي مازال لبنان يعاني منها.

وأعلن خلال هذه الفترة عن توقيف وتفكيك العشرات من شبكات التجسس داخل لبنان، تعمل لصالح إسرائيل، وكانت أهدافها الأساسية مراقبة مراكز أو أماكن تجمع لحزب الله أو لفصائل متحالفة معه.

في المقابل، يذهب آخرون إلى أنه ليس من الضروري أن تكون إسرائيل قد تمكنت من اختراق المنظومة الأمنية لحزب الله، فالإمكانيات التكنولوجية المتقدمة لديها تتيح لها وضع كامل مساحة الأراضي اللبنانية تحت ناظريها.

ويستشهد هؤلاء بالطائرات المسيرة المتقدمة والأقمار الصناعية وأجهزة الرصد والتنصت ومناطيد المراقبة، وغيرها من الوسائل التكنولوجية. ويذكر في هذا الإطار أن إسرائيل حجزت لنفسها مقعدا متقدما بين الدول المتطورة المتخصصة بإنتاج هذا النوع من الوسائل والأدوات، فضلا عن احتلالها واحدا من المراكز الأولى عالميا بإنتاج برامج التجسس والتنصت، وبرنامج “بيغاسوس” الشهير خير دليل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى