مقال

إذا أراد الله بعبده الخير

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن إذا أراد الله بعبده الخير
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 17 يناير 2024

الحمد لله رب العالمسن وحده لا شريك له وأشهد أن لا إله إلا الله، من للعباد غيره يدبر الأمر ومن يعدل المائل من يشفى المريض ومن يرعى الجنين فى بطون الحوامل من يحمى العباد وهم نيام وهل لحمايته بدائل من يرزق العباد ولولا حلمه لأكلوا من المزابل من ينصر المظلوم ولولا عدله لسووا بين القتيل والقاتل ومن يظهر الحق ولولا لطفه لحكم القضاة للباطل من يجيب المضطر اذا دعاه وغيره استعصت على قدرته المسائل من يكشف الكرب والغم ومن يفصل بين المشغول والشاغل من يشرح الصدور ولولا هداه لنعدم الكوامل من كسانا، من أطعمنا وسقانا، من كفانا وهدانا من خلق لنا الأبناء والحلائل من سخر لنا جوارحنا ومن طوع لنا الأعضاء والمفاصل من لنا إذا انقضى الشباب وتقطعت بنا الأسباب والوسائل هو الله، هو الله.

هو الله الإله الحق وكل ما خلا الله باطل، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، أرسله ربه رحمة للعالمين وإماما للموحدين وقدوة للمتقين الصابرين فشرح به الصدور، وأنار به العقول، وفتح به أعينا عميا وآذانا صُمّا وقلوبا غُلفا، اللهم اجزه عنا أفضل ما جزيت نبيا عن أمته، وأعلي على جميع الدرجات درجته، واحشرنا تحت لوائه وزمرته، وأوردنا حوضه في الآخرة، وصلى اللهم وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الركع السجود، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الموعود، وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة فى الدنيا،

وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى يوم القيامة” رواه الترمذي، ويقول المناوي رحمه الله معنى عجل أى بالتشديد أسرع له العقوبة بصب البلاء والمصائب عليه في الدنيا جزاء لما فرط منه من الذنوب، فيخرج منها وليس عليه ذنب يُوافى به يوم القيامة” ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله “ابتلاء المؤمن كالدواء له، يُستخرج منه الأدواء التي لو بقيت فيه أهلكته أو نقصت ثوابه وأنزلت درجته، فيستخرج الابتلاء والامتحان منه تلك الأدواء، ويستعد به لتمام الأجر وعلو المنزلة” وقد يصاب المؤمن بالأمراض ولا يكون فيها عقوبة له وتعذيب وإنما تنقية له من المعاصي والذنوب وتهذيب، وله بها رفعة في الدرجات عند رب البريات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

” ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة فى نفسه وولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة” رواه الترمذي، ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله “فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا، والله سبحانه إذا أراد بعبد خيرا سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله، يستفرغ به من الأدواء المهلكة، حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه، وأهله لأشرف مراتب الدنيا وهي عبوديته، وأرفع ثواب الآخرة وهو رؤيته وقربه” نسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا من كيد الكائدين، وخطر المتربصين، وأن يحفظ شباب المسلمين من الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلهم هداة مهتدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى