دين ودنيا

الدكروري يكتب عن الإنسان جميل بالثياب

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 17 يناير 2024

 

إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدى الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد إن الانبياء والرسل، وإن كانوا بشرا من البشر، ولكن الله يصطفيهم ويختارهم، وهم أفضل أهل الأرض قاطبة أبر الناس قلوبا، وأقلهم تكلفا، هم أمناء الله على رسالاته، كلامهم حكمة، سرهم وعلانيتهم سواء، ليس لأحدهم صفحة مطوية وأخرى مكشوفة، وإن مهمة الأنبياء الشاقة تحتاج إلى تهيئة وإعداد سابق لها، فإن الله عز وجل قال لنبي الله موسى عليه السلام ” ولتصنع علي عيني” وهو الذي قال لسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.

 

” واصبر لحكم ربك فإنك بأعيينا ” واعلموا يرحمكم الله إن التستر جزء من الدين، والفسق والمعصية تميلان إلى التعرى، وإذا بلغ الفجور أقصى حده تنشأ نوادى العُراة حيث يكون الإنسان فيها كالبهيمة، فإنها قضية ذوقية، فالإنسان جميل بالثياب، وبشع بلا ثياب، ولكن الأذواق سقطت فى وحُول الشهوات، حتى المرأة جمالها، في حشمتها، وفي ثيابها السابغة، فإذا تبذلت سقطت من عين الناس، وعن عطاء بن يسار قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فدخل رجل ثائر الرأس واللحية، فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده أن اخرج، كأنه يعنى إصلاح شعر رأسه ولحيته، ففعل الرجل، ثم رجع، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم” أليس هذا خيرا من أن يأتى أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان؟ ”

 

وكأنه الآن يوجد اتجاه للشعر الثائر والمبعثر وهى أحدث صرعة في تصفيف الشعر فالأذواق هبطت، والأذواق الثابتة أصبحت ساقطة، وعن السيدة عائشه رضى الله عنها قالت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال” تنظفوا فإن الإسلام نظيف” رواه ابن حبان، وهذه كلمة مطلقة يقولون فلان نظيف قد تعني أكثر من أنه نظيف البدن، فإنه واضح، وعلاقاته واضحة، وسره كعلانيته، ولا يوجد عنده خبث ولا خداع، ومبادئه صريحة، ووسائل مبادئه أوضح من مبادئه، وإن النظافة تدعو إلى الإيمان والإيمان مع صاحبه في الجنة، فتنظفوا فإن الإسلام نظيف، والنظافة تدعو إلى الإيمان، والإيمان مع صاحبه في الجنة، ويبدو أن المؤمن إذا تنظف كأنه تقرب إلى الله عز و جل، وكيف ؟ لأن الله عز و جل يقول فى سورة البقرة.

 

” إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين” فإن الله يحب الطاهر، فإذا نظف الإنسان جسمه وبالغ في الاستحمام، تعطر وارتدى ثيابا نظيفة، تأنق فيها، واعتنى بها، فهذا من الدين، أليس عارا أن يكون الفاسق الفاجر الكافر أشد نظافة وأناقة من المؤمن؟ وأليس هذا عارا على المؤمنين، وأليس عارا أن يكون متجر الكافر مرتبا نظيفا منظما ومتجر الإنسان المسلم مضطربا فيه الفوضى والغبار أيليق هذا بالمسلم، فإن النظافة عامة، والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم حث على نظافة الثياب ونظافة الأبدان ونظافة البيوت ونظافة الطرق وعني خاصة بنظافة الأسنان ونظافة الأيدي ونظافة الرأس وهناك أحاديث كثيرة فى ذلك، فإن الوضوء وطهارة البدن والثياب والمكان أول فريضة تعبدية شرطها النظافة، وهل تعجبون أن النظافة جعلها الله تعالى مفتاحا وشرطا لأول فريضة تعبدية في الإسلام وهي الصلاة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى