مقال

ثلاثة حرم الله عليهم الجنة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ثلاثة حرم الله عليهم الجنة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 22 يناير 2024

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، لقد أكدت خطبة النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم في يوم عرفات على جملة من الحقوق أهمها هو حرمة الدماء والأموال والأعراض في الإسلام، وقال النووي في قوله صلى الله عليه وسلم “فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام “معناه أن تحريم هذه الأمور متأكدة شديدة، وفي هذا دليل لضرب الأمثال، وبالحاق النظير بالنظير قياسا” وقال ابن عثيمين ” فأكد عليه الصلاة والسلام تحريم هذه الثلاثة الدماء والأموال والأعراض، فكلها محرمة، والدماء تشمل النفوس وما دونها، والأموال تشمل القليل والكثير، والأعراض تشمل الزنا واللواط والقذف، وربما تشمل الغيبة والسب والشتم.

فهذه الأشياء الثلاثة حرام على المسلم أن ينتهكها من أخيه المسلم” وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على حرمة الدماء والأموال والأعراض أيضا في في خطبته يوم النحر، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال أي يوم أعظم حرمة؟ قالوا يومنا هذا، قال فأي شهر أعظم حرمة؟ قالوا شهرنا هذا، قال فأي بلد أعظم حرمة؟ قالوا بلدنا هذا، قال فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا، في شهركم هذا، هل بلغت؟ قالوا نعم، قال اللهم اشهد” رواه مسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.

“المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى هاهنا، التقوى هاهنا يشيرإلى صدره، بحسب امرئ من الشر أن يحتقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه، وعرضه، وماله” رواه مسلم، قال المناوي “وأدلة تحريم هذه الثلاثة مشهورة معروفة من الدين بالضرورة” وكما روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة، مدمن الخمر، و العاق، والديوث الذى يقر في أهله الخبث” رواه أحمد، ولا يقتصر جزاء المخمر على الحرمان من الجنة، بل يمتد ليُسام أشد العذاب، فقد روى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن على الله عهدا لمن شرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال”

قيل يا رسول الله، وما طينة الخبال؟ قال “عرق أهل النار، أو عصارة أهل النار” فالخمرة تستهوى صاحبها حتى يصير عبدا لها، ولذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم “مدمن الخمر كعابد وثن”رواه ابن ماجة، وقد يكون المعنى أن مدمن الخمر له من العذاب يوم القيمة كعذاب عابد الوثن، ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم “شارب الخمر كعابد وثن، وشارب الخمر كعابد اللات والعزى” وقد قال عبد الله بن أبي أوفى “من مات مدمنا للخمر، مات كعابد اللات والعزى” قيل “أرأيت، مدمن الخمر، هو الذى لا يستفيق من شربها؟ قال “لا، و لكن هو الذى يشربها إذا وجدها ولو بعد سنين” فالخمر مفتاح الشرور كلها، مهلكة للنفس، وممحقة للمال، ومذهبة للصحة، ومخربة للمجتمع.

فقال أبو الدرداء رضي الله عنه “أوصانى خليلى صلى الله عليه وسلم أن لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت وحرقت، ولا تترك صلاة مكتوبة متعمدا، فمن تركها متعمدا فقد برئت منه الذمة، ولا تشرب الخمر، فإنها مفتاح كل شر” رواه ابن ماجة، نفعني الله وإياكم بهدي نبيه وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثم، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي لغفور رحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى