مقال

العظمة والقدوة والمعلم الصبور

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن العظمة والقدوة والمعلم الصبور
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 23 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله، الملك، الحق، المبين، وأشهد أن نبينا محمدا رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلى آله، وصحبه، أجمعين، أما بعد لقد جعل الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة لنا، فأدبه وأحسن تأديبه، حتى كان من العظمة والقدوة بالمحل الأعلى، فهو المعلم الصبور الشفيق، والزوج الرفيق، والأب الحنون، والمربي الناصح الأمين، الذي يتسع صدره للجميع، ويحرص على تعليم كل شخص من رعيته بالليل والنهار، لا يصده في ذلك ملل، ولا يوقفه إرهاق، ولا يصرفه كثرة الأخطاء أو تكررها، ولا يثنيه طول السنين عن مواصلة المسير صلى الله عليه وسلم وإن الواجب على كل مسلم ومسلمة، أن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل جوانب حياتهم.

فإن ذلك هو الطريق الوحيد لنيل الأمن والسعادة في الدنيا، والفوز والنعيم في الآخرة، ومن أعظم ما نتأسى به برسول الله صلى الله عليه وسلم هو علاقته بأصحابه رضى الله عنهم، فعلاقته بهم ترتكز على المحبة والمودة وحسن التآلف وجميل العشرة، فقد كان في مجلسه يعطى لكل جليس نصيبه حتى يظن كل رجل في المجلس أنه أحب الخلق عنده، ولا شك أن من مكارم الأخلاق إدخال السرور على المسلم، ومن ثم فقد كان مزاح رسول الله صلى الله عليه وسلم تأليفا ومداعبة وتفاعلا مع أهله وأصحابه وإدخالا للسرور عليهم وكان مشتملا على كل المعاني الجميلة والمقاصد النبيلة، فصار من شمائله الحسنة وصفاته الطيبة صلى الله عليه وسلم، فلم يمنعه صلى الله عليه وسلم مقام النبوة والرسالة أن يكون منبسطا مع أصحابه.

يمزح معهم، ويضاحكهم ويمازحهم، ومن المواقف الدالة على ذلك هو عندما قدم صهيب على النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه تمر وخبز قال صلى الله عليه وسلم أدن فكل، فأخذ يأكل من التمر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم “إن بعينك رمدا” فقال يا رسول الله إنما آكل من الناحية الأخرى. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم” وكان مزاحه صلى الله عليه وسلم تأليفا ومداعبة وتفاعلا مع أهله وأصحابه وإدخالا للسرور عليهم وكان مشتملا على كل المعاني الجميلة والمقاصد النبيلة، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرا كان يهدي للنبي صلى الله عليه وسلم الهدية من البادية فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج فقال النبي صلى الله عليه وسلم.

إن زاهر باديتنا ونحن حاضر وهو كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه وكان رجلا دميما فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره فقال الرجل أرسلني من هذا؟ فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألوا ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول “من يشتري العبد؟” فقال يا رسول الله إذن والله تجدني كاسدا، فقال صلى الله عليه وسلم “لكن عند الله لست بكاسدأو قال” لكن عند الله أنت غالي” فمزاحه صلى الله عليه وسلم معهم لم يكن إلا حقا، وكان سببا رئيسيا فى التلاحم والقرب من الصحابه، فهو صلى الله عليه وسلم يكسب قلوبهم بأبسط المواقف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى