مقال

مبدأ الإعتصام بالكتاب والسنة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن مبدأ الإعتصام بالكتاب والسنة
بقلم/ محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد قال المستشرق أندريه سرفيه في كتابه الإسلام ونفسية المسلمين “من أراد أن يتحقق من عناية محمد بالمرأة فليقرأ خطبته في مكة التي أوصى فيها بالنساء ” وقد اشتملت الخطبة على جملة من المبادىء القيمة والوصايا النافعة التي أكدها النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم في هذه الخطبة الرائعة، فمن هذه المبادىء العقدية مبدأ الاعتصام بالكتاب والسنة، وترك التشريع بالهوى واتباع الجاهلية.

وبسبب التساهل في الالتزام بهذه الوصية دخلت البدع والخلافات، ومن المبادىء الاجتماعية حرمة سفك الدماء بغير حق، والحرص على الأخوة والسلام الاجتماعي ونبذ النزاعات والنعرات والثارات والمعاملات الجاهلية ولأجل التفريط في هذا المبدأ كذلك أصابت المسلمين كثير من الفتن الداخلية، ولا شك أن هذه الوصايا الجامعة والمبادىء النافعة تمهد السبيل إلى الاستقرار الأسري والتوازن الاقتصادي والتكافل الاجتماعي والتعارف الإنساني قياما بواجب الدعوة إلى هذا الدين بالتي هي أحسن، إنها الخطبة الخاتمة الجامعة التي كانت بمثابة رسالة حضارية عامة إلى كل البشرية، على اختلاف أجناس الناس وألوانهم وألسنتهم، كم نرى اليوم من نساء متنقبات متبرجان بزينة، يفتن ويُفتن، يجبن الأسواق بلا حاجة.

يتميعن في المشية، ويتكسرن في الكلام، ألبسة شفافة وأخرى كاسية عارية، لا تستر العورة، قصات شرقية وغربية، تشبه بالرجال وآخر بالكافرات، فما هذا يا نساء المسلمات، أيتها الأخوات والأمهات، والقدوات والمعلمات، يا مربيات الأجيال، يا معدات الأبطال، فاتقين الله تعالى وكنّ خير خلف لخير سلف وأعلمن أن عليكن أن تتقين الله في أنفسكن، وأن تحفظن حدوده وترعين حقوق الأزواج والأولاد، فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله، وأعظكن بباقة عطرة يافعة من حديقة يانعة، من توجيهات الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، ففيها العظة والعبرة، فإنكن بها معنيات وبها مقصودات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” صنفان من أهل النار لم أرهما ” وذكر ” نساء كاسيات عاريات، مُميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البُخت المائلة لا يَدخلن الجنة ولا يجدن ريحها “

وكما أن الكبر هو سبب في دخول النار والخلود فيها فليعلم المتكبر على الله وعلى دينه وعباده أنه يجرّ نفسه إلى عذاب الله، ويقول الله عز وجل فى كتابه الكريم ” إن المتقين فى مقام أمين” أي قد أمنوا فيه الغير واستأمن إليه، ودخل في أمانة، وقد أمنه وآمنه، والأمنة والأمانة نقيض الخيانة، ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ” المؤذن مؤتمن ” ومعنى مؤتمن القوم، أى الذي يثقون فيه ويتخذونه أمينا حافظا، والمؤمن من أسماء الله تعالى وقيل في صفة الله الذي أمن الخلق من ظلمه، وقيل المؤمن الذي آمن أولياءه عذابه، وقيل المؤمن الذي يصدق عباده ما وعدهم وقال ابن الأثير في أسماء الله تعالى المؤمن وهو الذي يصدق عباده وعده فهو من الإيمان التصديق، أو يؤمنهم في القيامة عذابه، فهو من الأمان ضد الخوف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى