مقال

النبي والحب الشديد الغالب على قلبه

جريدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن النبي والحب الشديد الغالب على قلبه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 31 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي كان من رحمته ورقة إحساسه هو ملاحظة شعور غيره، وعدم استهانته بآلام الناس فقد مر بلال رضي الله عنه بصفيّة بنت حيي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة عم لها على قتلى اليهود، فصكت ابنة عمها وجهها وحثت عليه التراب وهي تصيح وتبكي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” أنزعت الرحمة من قلبك حين تمرّ بالمرأتين على قتلاهما؟” رواه ابن إسحاق، ولم يكن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض نسائه ذلك الحب الشديد الغالب على قلبه.

والخارج عن إرادته مانعا من إنصاف من يجب إنصافها منهن والقضاء لها على من ينتقصها أو يسيئ إليها فقد أخرج الترمذي أن السيدة صفية بلغها أن عائشة وحفصة قالتا “نحن أكرم على رسول الله منها” فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال ” ألا قلتي وكيف تكون خيرا مني، وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى؟” وقد لقبتها زينب بنت عمته مرة باليهودية احتقارا لها، فهجرها النبي صلى الله عليه وسلم مدة طويلة عقوبة لها، وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها “ما رأيت صانعة طعام مثل صفية، صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما وهو في بيتي فأخذني أفكل، أي الرعدة والقشعريرة فارتعدت من شدة الغيرة، فكسرت الإناء ثم ندمت، فقلت يا رسول الله ما كفارة ما صنعت؟

قال “إناء مثل إناء، وطعام مثل طعام” رواه أبو داود والنسائي، وقالت السيدة عائشة تعيب صفية “يا رسول الله، حسبك من صفية قصرها” فقال لها “لقد قلت كلمة لو مُزجت بماء البحر لمزجته” رواه أبو داود والترمذي ومعني مزجته أي غيّرته وأثرت فيه، وكان من نتائج إكرام النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم لزوجاته وعنايتِه الفائقة بهن ومراعاة ظروفهن الخاصة أن شاقت أم حبيبة بنت أبي سفيان أباها، وكان مشركا يومئذ وذلك أنها هاجرت مسلمة إلى الحبشة مع زوجها عبيدالله بن جحش فترك الإسلام واعتنق النصرانية، فتبرأت منه ولم تقبل رجاءه في أن تكون معه على الزوجية، ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم أنها أصبحت لا نصير لها ولا عائل من زوج أو أب، وأنها ستجد من أهلها شرا وعناء.

أرسل إلى النجاشي ليخطبها له، ففعل، وذهبت إلى المدينة فأكرمها وأحسن استقبالها، فكان ذلك سببا في زيادة إيمانها واستمساكها بدينها، ثم إن أباها قدم إليها بعد ذلك يدعوها إلى الكفر، فدخل بيتها ولما رغب في الجلوس على فراشها، طوته ومنعت يده من لمسه أو الاقتراب منه فاشتد غضبه وقال لها “أراغبة بهذا الفراش يا بنيّة عني؟ أم بي عنه؟” فأجابته على الفور “به عنك لأنه فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل نجس غير مؤمن” فغضب عليها وقال “لقد أصابك بعدي شر” فقالت له “لا والله بل خير” بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى