مقال

حسن التربية والرعاية للإبناء

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حسن التربية والرعاية للإبناء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 12 فبراير

الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو علي كل شيء قدير وسبحانه وتعالي أكبره تكبيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته الطيبين، وخلفائه والتابعين له بإحسان له إلى يوم الدين، أما بعد إن من أعظم الحقوق وأجلها للأبناء هو حسن التربية والرعاية للابن والبنت ولقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا العمل الصالح حتى ثبت في الحديث الصحيح عنه أنه قال “من أبتلى بشيء من هذه البنات فرباهن فأحسن تربيتهن وأدبهن فأحسن تأديبهن إلا كن له سترا أو حجابا من النار” فهذا يدل على فضيلة تربية الابن وتربية البنت على الخصوص على طاعة الله تعالي.

وقال العلماء إنما ذكر البنت لأنها هي المربية غدا لأبنائها وبناتها والقائمة على حقوق بعلها وبيت زوجها فلذلك ذكر رعاية البنات وإلا فالفضيلة موجودة، وكما أيضا لمن رعى الأبناء وقام عليهم وأدبهم فأحسن تأديبهم ومن هنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين حسن العاقبة لمن أنعم الله تعالي عليه بهذه النعمة وهي تربية الولد تربية صالحة ذكر حسن العاقبة فقال “إذا مات ابن آدم أنقطع عمله إلا من ثلاث صدقه جاريه وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له” وقال العلماء إن الله عز وجل يحسن المكافأة لعبده على ما كان منه من رعايته لولده فكما أحسن إلى ولده في الصغر يجعل الله له إحسانه نعمة عليه حتى بعد موته بل إن الذي يربى في الصغر ويحسن تربيه أولاده يرى بأم عينيه قبل أن يموت حسن العاقبة في ولده.

ولهذا تجد من ربى ابنه على مكارم الأخلاق ومحاسن العادات وعلى ما يرضي الله عز وجل، إذا كبر فرق عظمه ووهن وأصابه المشيب والكبر وجد أبنه بجواره يساعده ويقوم على شأنه ويحفظ أمواله أمينا راعيا حافظا على أتم الوجوه وأحسنها، وهذه هي ثمرة العمل الصالح وثمرة من ربى وتعب على تربية أبنائه وكما أن العكس أيضا فمن ضيع أبناءه فإن الله تعالي يريه في الحياة قبل الموت شؤم ما كان منه من التقصير فيصيبه الكبر فيهن عظمه ويرقد ويجد من تعب الحياة وشظفها فيأتي أبناءه ليكيدوا له ويؤذوه ويذلوه ويروه سوط العذاب في الدنيا قبل الآخرة وهذه كله من عواقب سوء التربية، نسأل الله السلامة والعافية فلذلك رغب النبي صلى الله عليه وسلم في هذا العمل الصالح وهو تربيه الأبناء.

رغب فيه لعلمه بحب الله لهذا العمل وحبه سبحانه لمن قام به على أتم الوجوه وأكملها وخير ما يربى علية الأبناء وأكد وأوجب ما يرعى من تربية الأبناء التربية الايمانية، فأول ما يغرس الوالدان في قلب الولد الإيمان بالله عز وجل الذي من أجله خلق الله خلقه وأوجدهم ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ” فأول ما يعتني به غرس الإيمان وغرس العقيدة لا إله إلا الله تغرس في قلب الصبي فيعتقدها جنانه ويقر بها وينطق بها وينطق بها لسانه وتعمل بها وبلوازمها جوارحه وأركانه قال الله تعالى ” وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم” فأول ما ابتدأ به وأول ما قام ودله عليه في وعظه ونصحه وتوجيهه أن ذكره بحق الله عز وجل وبين له أن ضياع هذا الحق.

هو الظلم العظيم لأن الظلم وضع الشيء في غير موضعه وليس هناك أعظم من أن يصرف حق الله جل وعلا في عبادته لغيره كائن من كان ذلك الغير ولهذا وعظ لقمان وابتدأ موعظته بهذا الأصل العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى