مقال

مقاليد التوجيه الثقافي

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن مقاليد التوجيه الثقافي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 17 فبراير 2024

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمدا عبده رسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، إن في سيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بكل ما فيها من مواقف ووقائع محلا للتأمل والتدبر، تأملا يحرك القلوب، ويستثير الهمم ويقود إلى العمل وتدبرا يزيد في الإيمان ويزكي القلوب ويقوّم المسيرة، إنه القدوة صلى الله عليه وسلم فقل لي أيها الأخ الشاب وقل لي أيها الابن الناشيء من هو قدوتك في الحياة؟ هل قدوتك ومثلك ومحل إعجابك وتأسيك هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم؟ أم أن قدوتك هو الفنان الفلاني أو المطرب أوالممثل الفلاني أو اللاعب الكافر الفلاني؟ وكيف يليق بالمسلم أن يجعل قدوته من يسمون نجوما.

وهم إلى الثرى أقرب ثم لا يقتدي ولا يتأسّى بأعظم إنسان بل هو نجم النجوم صلى الله عليه وسلم وهو القدوة الحسنة والمنبع العذب الذي تستقى منه معالي الأمور، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد لقد تتابعت الحملات من الغرب تتدفق تريد القضاء على الإسلام، إلا أن الأعداء كانوا يدركون أنهم لن يبقوا في هذه البلاد أبد الدهر، مهما تغلبوا على أهلها المسلمين في فترات معينة، طالت هذه الفترات أم قصرت، لذا فقد عملوا على تسليم مقاليد الحكم في هذه البلاد الإسلامية لشخصيات موالية لهم من أبناء هذه البلاد، تعمل هذه الشخصيات بتوجيه الاستعمار على إخراج أجيال مفرغة من ثقافتها الإسلامية، ومن انتمائها إلى دينها وعقيدتها، ثم ما تلبث أن تتولى هذه النوعيات المفرغة.

مقاليد التوجيه الثقافي والصدارة الإعلامية، ومن ثم يتمكن الاستعمار من السيطرة على البلاد الإسلامية، وطمس معالم هويتها، فهم وإن كانوا قد رحلوا بأجسامهم وسلاحهم، فقد بقوا بعقولهم وعملائهم، ولقد كانت هذه الخطة الخبيثة أقوى أثرا على الهوية الإسلامية من الهجمات الشرسة المدججة بالسلاح، إنها خطة الغزو الفكري، تلك المؤامرة الحديثة، التي وضعها الأعداء للقضاء على الهوية الإسلامية، ولقد كان فشل الصليبيين في الحملات التي شنوها على عالمنا الإسلامي سببا في التفكير لتغيير أسلوب الغزو ووسائله، حيث أدرك الصليبيون أن عقيدة المسلم ودينه يحملانه على بذل النفس والنفيس في سبيل المحافظة على مقدساته، وأرضه، وعرضه من الغازي المحتل، وقد كانت بدايات التفكير في تغيير أسلوب الغزو.

حينما أسر قائد الحملة الصليبية “لويس التاسع” وسجنه المصريون في المنصورة، واستطاعَ أن يفدي نفسه بمال كثير، وحينما كان لويس هذا قابعا بين جدران سجنه، أدرك أن الغزو المسلح لن يستطيع الانتصار على المسلمين لذلك فكر في طريقة أخرى خلاصتها هو إبعاد المسلم عن دينه، وتفريغه من عقيدته، بذلك يمكن تحويل أحفاد الأسود إلى ظباء جفولة، لا تعتز بدينها ولا تحرص على حفظ عرضها ووطنها من الأعداء، بل إنهم يرون التمدين والترقي في التشبه بغير المسلمين، وحينما يُمكن لهذه الشخصيات من قيادة البلاد الإسلامية، فإنهم سوف ينوبون عن أعدائهم في القضاء على الهوية الإسلامية، والقضاء على حملة الإسلام، تحت مسمّيات خادعة مثل القضاء على الإرهاب، والتخلص من الرجعية، ومحاربة الجمود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى