خواطر وأشعار

الدكروري يكتب عن قدوموا للقاء الآخرة

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : السبت الموافق 24 فبراير 2024

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله، وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد إنه ينبغي على المسلم أن يقدم للقاء الله جل وعلا، وكما علينا جميعا أن نقدم للقاء الله، ولكن ما فائدة التذكر في الآخرة، فأنت بحاجة إلى أن تتذكر في الدنيا، وتنتفع من المواعظ في الدنيا، وتحافظ على صلاتك، وتحافظ على الأعمال الصالحة، في هذه الحياة الدنيا، يوم القيامة، فهي تلك الحياة، الحياة الحقيقية، الحياة السرمدية، الحياة الأبدية، الخلود لا موت، إما في جنان الله الواسعة، وإما في نيران الله، فنعوذ بالله من النار، أعاذنا الله وإياكم من النار. 

فإن النفس التي اطمأنت بالإيمان، واطمأنت بصلواتها، واطمأنت بالأعمال الصالحة، في جنات النعيم يوم القيامة وهي كرامة لمن عمل الصالحات، وكرامة للمؤمنين، أعد الله لهم الكرامات، فالعمل العمل والاستباق الاستباق إلى جنان الله الواسعة، وهذه كرامات الله لمن؟ لمن آمن وعمل صالحا، الموت آت على كل إنسان، سترحل من هذه الحياة الدنيا بما قدمت من أعمال، فإن فوزك وفلاحك بأن تكون مؤمنا تعمل الصالحات، تحافظ على أركان الإسلام، من توحيد الله جل وعلا، فلا تشرك بالله غيره، ولا تصرف عبادة لغير الله، فلا ركوع ولا سجود ولا ذبح إلا لله، ولا رغبة ولا رهبة، ولا خوف إلا من الله جل وعلا، فلا تلجأ إلى قبر، ولا إلى ولي ولا إلى نبي، فتدعوه من دون الله، وتستغيث به من دون الله، فأنزل حاجتك بالله. 

وحافظ على أركان الإسلام، وحافظ على الصلوات الخمس، واتقي الله أيها المسلم، لا يفوتنك فرض إلا وأنت من المصلين، في جماعة المسلمين، وحافظ على الصلوات الخمس، فحافظ على دينك، وحافظ على الصلوات، ولنحافظ على ديننا، لنأخذ الإسلام بقوة، لنأخذ بجميع أركان الإسلام، لنحافظ على واجبات ديننا، ففي ذلك عزتنا، وفي ذلك فلاحنا الدنيا والآخرة، جعلنا الله وإياكم من عباده المفلحين، والحمد لله رب العالمين، فتدبروا أيها المسلمون، هذه الآية العظيمة ” كل نفس ذائقة الموت” ما من نفس إلا وستلقى الموت، الموت آت على كل إنسان منا، كل إنسان سيأتيه الموت، فماذا قدم للقاء الله جل وعلا، ثم قال الله تعالى ” وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ” بقدر ما عملت، ستلقى الأجر والمثوبة من الله. 

فإن كنت من الصالحين، نلت الأجر من الله، وتتفاوت أجور الصالحين بتفاوت أعمالهم، وبتفاوت استباقهم في الخيرات، وإن كان من الكافرين، ومن المجرمين، فجزاؤه جهنم عياذا بالله، أعاذنا الله وإياكم من النار، فإن الفائز يوم القيامة هو من أنقذه الله من النار، ونجاه الله من النار، وصار من أهل الجنان، فهذا هو الفوز، وهذا هو الفلاح الذي ليس بعده فلاح، هذا هو الفلاح الذي ليس بعده فلاح أن يفوز بجنان الله الواسعة، فاعلموا يرحمكم الله إن الحياة زائلة، فهي متاع يسير زائل، ويقال متاع إذا كان تمتع يسير، ويزول عن قريب، وهذه حال الحياة الدنيا، فلا يتقاتل المسلم مع غيره من أجل مال، ومن أجل سلطان ومنصب، دنيا زائلة، دنيا زائلة تقاتل كثير من الناس عليها، قطعوا الأرحام من أجلها، أكلوا المال بالباطل، من أجل حياة زائلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى