مقال

الدكروري يكتب عن عزم القلب على الصيام

جريدة الاضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، الحمد لله الذي خلقنا وسوانا، وله الحمد على ما ربانا فيه على موائد البر والكرم، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد الذي أدبه وأحسن خلقه، وأثنى عليه سبحانه بقوله ” وإنك لعلي خلق عظيم ” وعلى آله وأصحابه ومن سار على دربه من الذي صلحت قلوبهم وأنفسهم، وحسنت أخلاقهم وكانوا من الفائزين بإحسانٍ إلى يوم الدين، وبعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن الأحكام المتعلقه بالصلاة والصيام في شهر رمضان، وأما من رأى أن ترك الصلاة كفر فلا يثاب تارك الصلاة عنده إن صام لأنه يلقى الله كافرا، والترجية هنا أولى من التيئيس.

وذهب بعض السلف إلى أن معصية اللسان مثل الغيبة ومعصية الأذن مثل استماع الغيبة ومعصية العين مثل النظرة المحرمة ومعصية اليد والرجل كل ذلك من مفسدات الصيام، والجمهور على أنه لا يفطر شيء من ذلك غير أن الجميع متفق على أن المعاصى تذهب بثواب الصيام، وكفى تخويفا في هذا قوله صلى الله عليه وسلم” من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه” رواه البخارى، وإن النية شرط في الصيام، والنية في الفقه غيرها فى التصوف والسلوك، فالأولى عزم القلب على الصيام أى نية العبادة والثانية إرادة ما عند الله بهذه العبادة وهو الإخلاص، وكلاهما مطلوب من الصائم ففوات الأولى لا يكون معه صيام ، وفوات الثانية لا يكون معه ثواب وإن تحققت ألأولى. 

والذى رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية أن من لم يستطع أن يوقن بأن غدا من رمضان أم لا، كمن ينام قبل ظهور الهلال فإنه يكفيه أن ينوى أنه صائم غدا إذا كان غدا من رمضان وإن لم يكن من رمضان فهو مفطر، وإن تهيئة السحور نية، والتلفظ غير مطلوب، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن النية تحصل ضرورة لمن علم أن غدا من رمضان وهو يريد الصوم، ومعنى حصولها ضرورة أنها ليست شيئا أكثر من أن تعلم أن غدا من رمضان وأنت تريد الصوم، وكل المسلمين الذين يصومون يفعلون ذلك، وليس مطلوبا منهم أكثر من ذلك، والنية قبل الفجر مطلوبة في صيام شهر رمضان والنذور والكفارات وقضاء رمضان، وكل صيام واجب ولا تصلح النية في هذه الأنواع بعد الفجر، والنية فى النافلة أوسع منها في الواجب.

فللشخص أن ينوى صيام النافلة حتى الظهر، وزاد بعضهم حتى وسط النهار، ولكن الجزء الذى قبل النية لا ثواب فيه، وقول الإنسان سأصوم إن لم أجد في بيتي إفطارا فهو جائز على ما حققه بعض الشافعية، واختلف العلماء هل رفض نية الصيام يبطل الصيام أم لا، وذهب غير واحد إلى أن رفض هذه النية لا يبطل الصيام، ولكن هذا من ناحية الإبطال والإفساد، وأما من ناحية الأجر فالحديث واضح أنه ” وإنما لكل امريء ما نوى” وهذا لم ينوى الصيام فكيف يؤجر؟ والجمع بين نيتين واجبتين عبث كمن يصوم يوما واحدا ينوى به قضاء ووفاء لنذر وبعض الفقهاء يبطل الصيام بهذه النية، وبعضهم يصرفها لأقوى النيتين، والجمع بين صيام النافلة والواجب مثل صيام قضاء رمضان مع نية نافلة شوال، وهى محل خلاف بين العلماء، والأولى ترك ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى