مقال

الدكروري يكتب عن شهر رمضان أسرار وكنوز

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن شهر رمضان أسرار وكنوز
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 6 مارس 2024

إن ألحمد لله الذي نوّر بالقرآن القلوب وأنزله في أوجز لفظ وأعجزِ أسلوب، فأعيت بلاغته البلغاء، وأعجزت حكمته الحكماء، أحمده سبحانه وتعالي وهو أهل الحمد والثناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله المصطفى، ونبيه المرتضى، معلم الحكمة، وهادي الأمة، صلى الله عليه وعلى آله الأبرار، وصحبه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد اتقوا الله عباد الله فكم لله عز وجل علينا من نعم ظاهرة وباطنة أسبغها علينا، وكم لله عز وجل من خير وفضل أفاض به علينا، واختص به أمة الإسلام دون غيرها من الأمم، ولم يعلم الناس ما عند الله عز وجل فى شهر رمضان من الرحمات والبركات والخيرات ما فرط المفرطون وقصر المقصرون وغفل عن ذكره الغافلون.

فالله عز وجل قد أودع شهر رمضان الكثير من الأسرار والكنوز، التى جعلت هذا الشهر المبارك شامة العام وتاج الشهور ودرة الزمان، فكما أن شهر رمضان هو شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن والصدقة والإطعام والعبادات الكثيرة، فإن شهر رمضان أيضا هو شهر الانتصارات، وشهر العزة والكرامة، فالله عز وجل جعل شهر رمضان شهر ميلاد الأمة الإسلامية، حين أضاء وحيُ السماء ظلمات الأرض، وبدد نور الهداية ظلمات الشرك والجاهلية والخرافة، فكان رمضان عهدا جديدا استقبلت به البشرية خير رسل الله وآخر رسالات السماء، فكان رمضان نقطة تحول في مسيرة البشرية، بنزول القرآن الكريم كان انتصارا للنور على الظلام، والحق على الباطل، والتوحيد على الشرك، والطهارة والنقاء على الفحش والعهر،

ولقد اقترب منا شهر عظيم مبارك نزلت فيه آيات القرآن الكريم، فهو شهر ارتفعت فيه رايات المسلمين عالية خفاقة، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، فما أعظمه من شهر، وما أعظم فضله، شهر إنتصارات المسلمين التى ما زالوا يفاخرون بها، ويمنون أنفسهم بالرجوع إلى زمنها، ليس فقط في شهر رمضان بل في الشهور كلها، ولم تأت هذه الانتصارات إلا بعد أن تمسكوا بشرع الله القويم، وبكتابه الحكيم، وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن فضائل هذا الشهر العظيم أن الله عز وجل قد جعله شهر النصر والحسم في مواقف كثيرة فإن هذا الشهر قد وقعت فيه العديد من الأحداث العظام والمواقف الجسام التي مثلت تحولا كبيرا في حياة الأمة، فمعاني الانتصارات وأبجديات العزة وأصول الكرامة قد تجسدت فى شهر رمضان الكريم.

فإلى القلب الذى يفكر خاشعا بين يدى ملك السموات والأرض، وينفطر كمدا على نكبات المسلمين، وإلى العين التي تسيل دمعا من خشية الله، ودما على أحوال المسلمين ومآسيهم، وإلى الجوارح التى تصوم ابتغاء رضوان الله، وتشتاق أن تجاهد أعداء الإسلام إلى هؤلاء جميعا، نقول لهم إننا نقترب من شهر رمضان، الذى حقق المسلمون فيه عدة إنتصارات فكانت بمثابة المحطة الفارقة والنقطة الفاصلة في حياة الأمة الإسلامية، وأولى هذه الانتصارات كانت يوم الفرقان يوم التقى الجمعان، يوم بدر، فى العام الثانى من الهجرة، عندما التقت الفئة المؤمنة، جند الرحمن، بقيادة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، مع جند الشيطان، الفئة الكافرة، بقيادة فرعون الأمة أبي جهل، وقد تراءت الفئتان من أول صدام بين الحق والباطل والإيمان والكفران.

ويتنزل نصر الله عز وجل على المؤمنين، ليكون أعظم انتصارات الإسلام، ومن روعة الانتصار وعظمة المشهد، أنزل الله عز وجل فى الواقعة قرآنا يتلى إلى يوم الدين فى سورة الأنفال، التى نزلت معظم آياتها فى شأن غزوة بدر، وقد سماها الله عز وجل يوم الفرقان لأنها كانت فرقانا بين عهد الاستضعاف والقلى وتسلط الأعداء، إلى عهد القوة والانتشار والنصر على الأعداء، واستحق أهل بدر صك المغفرة والعتق من النيران الذى أصدره رب البرية على لسان رسول البشرية “لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى