مقال

اللهم فنصرك الذي وعدتني

جريدة الاضواء


الدكروري يكتب عن اللهم فنصرك الذي وعدتني

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثاء الموافق 12 مارس 2024

الحمد لله ثم الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، نحمده سبحانه أحاط بكل شيء خبرا، ونحمده بأن جعل لكل شيء قدرا، وأسبغ علينا وعلى العالمين من حفظـه سترا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله رحمة للعالمين كافة عذرا ونذر، اللهم صلي على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم ووالاهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد، ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن غزوة بدر الكبري، فقيل أنه بينما المسلمون في بدر إذ لاح لهم جيش قريش، وكانوا قرابة الألف مدججين بالسلاح ومعهم مائة فرس، وستمائة درع، وجمال كثيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اللهم هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها، تجادل وتكذب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتنى” 

 

وقام ورفع يديه واستنصر ربه وبالغ في التضرع، ورفع يديه حتى سقط رداؤه، وهو يقول “اللهم أنجز لى ما وعدتنى، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض” فالتزمه أبو بكر من ورائه وقال حسبك مناشدتك ربك يا رسول الله، أبشر، فوالذى نفسي بيده لينجزن الله ما وعدك، ودنت ساعة الصفر، وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم يسوى الصفوف بقدح كان فى يده ، فإذا بسواد بن غزيّة مائل عن الصف، فطعن فى بطنه بالقدح، وقال استوى يا سواد، فقال يا رسول الله أوجعتنى فقدنى، يعني يريد القصاص، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه وقال استقد ، فاعتنقه سواد وأخذ يقبل بطنه، فقال صلى الله عليه وسلم” ما حملك على هذا؟ قال يا رسول الله ، قد حضر ما ترى ، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك.

 

فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير، وقبل القتال، خرج ثلاثة من خيرة فرسان قريش للمبارزة، كلهم من أسرة واحدة، عتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة، فخرج لهم عبد الله بن رواحة وعوف ومعوذ ابنا عفراء، وكانوا من الأنصار فامتنع فرسان قريش من مبارزتهم، فقال صلى الله عليه وسلم قم يا عبيدة بن الحارث، وقم يا حمزة وقم يا على، فقتل حمزة شيبة ، وقتل علي الوليد ، واختلف عبيدة وعتبة حتى قطعت رجل عبيدة ، ثم حمل حمزة وعلي على عتبة فقتلاه واحتملا عبيدة معهم، ثم بدأ القتال العام، وشرع النبى صلى الله عليه وسلم يحرض أصحابه على القتال فقال ” قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض” فقال عمير بن الحُمام يا رسول الله، أجنة عرضها السماوات والأرض؟ قال “نعم ” قال بخ بخ، فقال رسول الله “ما يحملك على قولك بخ بخ؟” 

 

قال لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال “فإنك من أهلها” فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن، ثم قال إن أنا حييت حتى آكل تمراتى هذه إنها لحياة طويلة، فما بينى وبين أن أدخل الجنة إلى أن يقتلنى هؤلاء، فقذف التمرات من يده وأخذ سيفه فقاتل حتى قتل وهو يقول ركضا إلى الله بغيـر زاد إلا التقى وعمل المعاد، والصبر في الله على الجهاد وكل زاد عرضة النفاد، غير التقى والبر والرشاد، هكذا كان أولئك الأبطال ينظرون إلى الحياة، فهى ممر لا مقر، وكل نعيمها زائل لا محالة، ولن يبقى ولن يدوم إلا نعيم الجنان، واشتد القتال، وحمي النزال، وأزهقت النفوس، وتطايرت الرؤوس، وثبت الله المؤمنين، وأمدهم بالملائكة منزلين ومسومين ومردفين.

وأغفى النبى صلى الله عليه وسلم إغفاءة ، ثم رفع رأسه فقال أبشر يا أبا بكر، هذا جبريل على ثناياه النقع أى الغبار، وكان رأس الرجل من الكفار يطير لا يدرى من ضربه، وكانت يده تطير لا يدرى من ضربها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى